تقارير

“أن تأتي متأخرًا خير من أن لا تأتي” الأهلي ودَّع أمريكا

بقلم عصام فاروق

رغم كل ما يحدث حولنا من كوارث، منها ما هو طبيعي كالزلازل وسقوط البيوت على رؤوس أصحابها، ومنها الحروب الدائرة على أهلنا في غزة وسقوط المئات من الشباب والكبار والنساء والأطفال برصاص صهيوني غادر، ومنها حرب إيران ضد الاعتداء الصهيوني البغيض وغيرها من الكوارث التي تحيط بنا، رغم كل ذلك تابعنا دور المجموعات من كأس العالم للأندية والمقام بأمريكا، لنرى ما سيقدمه النادي الأهلي، الفريق المصري الوحيد الممثل لمصر وكرتها أمام العالم.

لعب الأهلي في كل من المباراتين الأولى والثانية شوطًا واحدًا، وظهر عقيمًا لا يحرز أهدافًا رغم المستوى الجيد الذي ظهر به في الشوط الأول من كل مباراة، وكأنه ينقلب في الشوط الثاني إلى فريق أطفال هواة لا علاقة لهم باللعبة من قريب أو بعيد.
تعادل في مباراته الأولى ضد إنتر ميامي، فريق الأسطورة الكروية ميسي، دون أهداف.

وفي المباراة الثانية مُني بهزيمة موجعة، 2 للا شيء، أمام بالميراس البرازيلي، وفقد بذلك 80٪ من الأمل في الصعود إلى دور الـ16.

وجاءت المباراة الثالثة والحاسمة، وفيها لعب الفريق بجدية، واستطاع الفارس الهمام وسام أبو علي إحراز 3 أهداف، منها ضربة جزاء تسبب فيها محمد سيد زيزو، الذي ظهر بمستوى متميز منذ بداية المباراة حتى نهايتها، وأحرز محمد علي بن رمضان هدفًا رائعًا، إلا أن فريق بورتو البرتغالي كان للأهلي بالمرصاد، فكلما أحرز الأهلي هدفًا عادله بورتو، إلى أن انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 4/4، مع ضياع أكثر من 5 أهداف أخرى، إما لتقاعس أو استهتار أو رعونة لاعبي الأهلي.

ودَّع الأهلي البطولة بعد أن قدَّم عرضًا رائعًا أمام فريق أوربي جيد، ظهر فيه عدد من اللاعبين الذين كانوا رجالًا إلى اللحظة الأخيرة، على رأسهم وسام أبو علي وزيزو ومحمد علي بن رمضان وإيليو ديانج، وسقط سهوًا تريزيجيه لأنه لم يعد كما كان بعد أن أضاع ضربة الجزاء في المباراة الأولى ضد إنتر ميامي.

ظهور الأهلي بالمستوى الذي ظهر به في مباراته الأخيرة يبرِّئ المدرب ريفيرو من أي اتهام، حيث إن الفريق أدى أداءً رائعًا باعتراف الجميع، ولولا إخفاق المهاجمين في إحراز الأهداف وفشل المدافعين في إيقاف ماكينة الأهداف البرتغالية، لذهبت المباراة إلى ما يسعد جميع المصريين والعرب، ولكن قدّر الله وما شاء فعل.

جاء الأهلي من بعيد، بعد أن ظن الجميع أنه غير قادر على مواجهة الفرق الأوربية وعاجز عن إحراز الأهداف، ليثبت أنه فريق قوي أثرت فيه عوامل الجو وإصابات اللاعبين وضعف مستوى بعض اللاعبين، إلا أنه استطاع أن يأتي، وأن تأتي متأخرًا خير من أن لا تأتي، وإن كان رجوعه لم يُفد في هذه البطولة، إلا أنه أدى ما عليه على قدر الإمكانات المتاحة له.

لن يفوتني هنا أن أشكر جمهور الأهلي الوفي، الذي يظهر حبه وتشجيعه لفريقه دائمًا، رغم كل الظروف وفي أي مكان، كل التحية والتقدير لهذا الجمهور العظيم فردًا فردًا.

كل الأمنيات القلبية لجميع الفرق المصرية بأن تشرفنا في المحافل الدولية، وتعلي فيما بينها روح المنافسة والإخاء، لا روح العداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى