تحقيقات وحوارات

مسرحية النووي الإيراني..خدعة كونية لبث الرعب والسيطرة

كتبت نيفين خلة

في خضم الأحداث العالمية المتسارعة، تقف قضية “النووي الإيراني” في صدارة المشهد السياسي، وسط ضجيج إعلامي محموم وتحليلات متضاربة، لا تكاد تُخفي طابع المسرحية العبثية التي نُسجت خيوطها بعناية لخدمة مصالح معينة، وبثّ الرعب في قلوب العرب.

الضجة المثارة حول طموحات إيران النووية ليست سوى واجهة مصطنعة تهدف إلى صرف الأنظار عن الحقيقة الأهم: أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك ترسانة نووية حقيقية ومثبتة، لكنها في المقابل، لا تُخضع منشآتها لأي رقابة دولية.

من المفارقة أن من يرفعون لواء “الخطر الإيراني” ويتباكون على أمن الشرق الأوسط، يتغافلون أو يتغاضون عمدًا عن الترسانة الإسرائيلية النووية، بل يُبرزونها كأداة ردع ومصدر هيبة، لا كخطر داهم. والحقيقة أن إسرائيل لو امتلكت وسيلة مضمونة لحماية نفسها من أي رد فعل نووي، لما توانت لحظة عن استخدام هذا السلاح أو التهديد به صراحةً.

لكن المشهد لا يقتصر على إسرائيل وإيران. فهناك لاعب آخر يُمثل الدور الأهم: الولايات المتحدة الأمريكية. فمنذ بدء الأزمة، أوهمت العالم بأنها “تفاجأت” بتطورات الملف النووي الإيراني، بينما تؤكد الشواهد أنها كانت تتابع أدق تفاصيله منذ اللحظة الأولى. اليوم، تتصرف أمريكا وكأنها “الراعي الحصري” للقرارات الدولية، تقرر متى يبدأ التصعيد ومتى يتوقف، دون اعتبار لمصير الشعوب أو استقرار الدول، وكأن العالم دُمى تتحرك بخيوط في يد نخبة لا تعرف إلا النرجسية ومصالحها الذاتية.

ما يجري ليس صراعًا حقيقيًا بقدر ما هو مشهد مُتكرر في مسرحية كونية هدفها إعادة تشكيل وعي الشعوب، وإقناعهم أن قوتهم لا توازي ما يُحيط بهم، وأن الحماية لا تكون إلا تحت جناح القوى الكبرى. هي لعبة توازنات ظاهرية، تُدار بمكر سياسي لتكريس الهيمنة، لا لتحقيق الأمن.

لكن، ورغم هذا المشهد الملبد، علينا أن نستفيق. فهذه المسرحية تهدف في جوهرها إلى تكريس “سيادة البعض” وجعل الآخرين مجرد “توابع” أو عبيد. وعلينا نحن، أبناء الأمة، أن نعي هذه الخدعة جيدًا. السيادة لا تُمنح، بل تُنتزع بالوعي، والوحدة، والقوة الحقيقية التي تنبع من الداخل.

حفظ الله وطننا مصر، وجيشها وشعبها العظيم،
فمنذ أقدم العصور، كانت مصر حصنًا منيعًا، محمية بعناية إلهية، وستبقى كذلك بإذن الله، مادام فينا الوعي، والعزيمة، والإيمان بعدالة قضيتنا وايماننا بالهنا و وطنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى