بوابة اليوم الأول
ألم شماعة الملابس، هو المصطلح الذى يطلق على الألم أو التصلب أو التوتر الذى يصيب الجزء الخلفي من الرقبة والكتفين، والجزء العلوي من الظهر، وهي منطقة من الجسم تشبه شماعة المعطف.
مع أن ألم شماعة الملابس قد يبدو للوهلة الأولى مجرد ألم عضلي أو تشنج بسيط، إلا أنه غالبًا ما يكون علامة على وجود حالة مرضية كامنة تتطلب التشخيص والعلاج، وقد يرتبط هذا الألم في كثير من الأحيان باضطرابات الجهاز العصبي اللاإرادي، والتي تؤثر على تدفق الدم وضغط الدم، وفقًا لموقع “Health” الطبي.
كيف يظهر ألم شماعة الملابس؟
يؤثر ألم شماعة الملابس على أعلى الظهر والكتفين والرقبة، ويتسبب في الشعور بالانزعاج أو الشد في عضلات الرقبة وأعلى الظهر، وقد يشبه تشنجات العضلات والتقلصات التي تزداد سوءًا عند الوقوف لفترات طويلة، أو رفع أشياء مثل أكياس البقالة، أو تحريك رأسك، أو الوقوف من الجلوس.
ويمكن أن يتراوح ألم شماعة الملابس بين انزعاج خفيف وعارض، ونوبات ألم منهكة تعيق أداء المهام اليومية.
حالات مرضية قد تكون سببًا في الإصابة بألم شماعة الملابس
هناك عدة حالات يمكن أن تُسبب ألم شماعة الملابس، ترتبط معظم هذه الحالات بانخفاض ضغط الدم الوضعي، أو انخفاض ضغط الدم الانتصابي، وهو انخفاض مفاجئ في ضغط الدم عند الانتقال من وضعية الاستلقاء إلى الجلوس أو الوقوف، ويعد علامة على خلل في الجهاز العصبي اللاإرادي، والذى ينظم وظائف الجسم اللاإرادية، مثل ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم والهضم.
وقد يؤدي الأداء غير السليم للجهاز العصبي اللاإرادي إلى ضعف تدفق الدم الطبيعي إلى الجزء العلوي من الجسم، مما يؤدي إلى توتر العضلات وألم الشماعة، كما يمكن أن يكون هذا الألم مؤشرا على الإصابة بالأمراض التالية:
متلازمة تسرع القلب الانتصابي الوضعي (POTS)
أحد الأسباب الرئيسية لألم شماعة الملابس هو متلازمة تسرع القلب الانتصابي الوضعي (POTS)، وهو اضطراب في الجهاز العصبي اللاإرادي يؤثر على العديد من أعضاء الجسم ووظائفه، ويؤدى إلى تسارع نبضات القلب عند الوقوف أو الجلوس بعد الاستلقاء، بما يؤثر على وظيفة الأوعية الدموية.
وفى العادة تضيق الأوعية الدموية عند الوقوف لمنع تجمع الدم في الجزء السفلي من الجسم، لكن عند المصابين بتلك الحالة المرضية، فلا تضيق الأوعية الدموية عند الوقوف، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الجزء العلوي من الجسم، وهو ما يعنى عدم حصول عضلات الرقبة والكتفين والظهر على ما يكفي من الدم الغني بالأكسجين، مما يؤدي إلى آلام العضلات والتوتر في شكل ألم شماعة الملابس.
متلازمة إهلرز-دانلوس (EDS) هي مجموعة من 13 اضطرابًا وراثيًا تؤثر على الأنسجة الضامة في الجسم، بما في ذلك الجلد والمفاصل وجدران الأوعية الدموية، على الرغم من أن كل نوع من أنواع متلازمة إهلرز-دانلوس يسبب أعراضًا مختلفة، إلا أن المصابين بها غالبًا ما يعانون من أعراض مثل فرط حركة المفاصل والألم المزمن.
وقد يسبب فرط حركة الأنسجة الضامة والمفاصل عدم استقرار في منطقة الرقبة، مما يُجهد عضلات الرقبة والكتفين، بما يؤثر على وظيفة الأعصاب والأوعية الدموية في الجزء العلوي من الجسم، مسببا ألمًا شديدًا.
الإغماء العصبي (NMS) هو حالة مزمنة يعاني فيها الجسم من انخفاض مفاجئ في ضغط الدم، وانخفاض معدل ضربات القلب عند الوقوف، مما يؤدي إلى الشعور بالدوار أو فقدان الوعي، وفي حالة التصلب العصبي المتعدد، يؤثر خلل الجهاز العصبي اللاإرادي على كيفية إرسال الدماغ لإشارات إلى الأوعية الدموية أو كيفية استجابة الأوعية الدموية لهذه الإشارات، مما يُعيق تدفق الدم الطبيعي إلى الجزء العلوي من الجسم.
و قد يمنع نقص تدفق الدم عضلات الرقبة والكتفين وأعلى الظهر من تلقي الأكسجين والدم الغني بالمغذيات، مما قد يُسبب توترًا عضليًا وألمًا.
ضمور الجهاز المتعدد (MSA) هو اضطراب عصبي تنكسي تقدمي نادر، يؤثر على كل من الجهاز العصبي اللاإرادي، الذي يتحكم في وظائف الجسم اللاإرادية، والجهاز العصبي المركزي، الذي يتحكم في الوظائف الحركية، مثل الحركة.
ويسبب MSA موت وفقدان وظيفة الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، مما يؤدي إلى أعراض مثل التصلب، والرعشة ، والحركات البطيئة، وانعدام التنسي، كما يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في ضغط الدم عند الوقوف، ويساهم في ألم شماعة الملابس.
الفشل اللاإرادي البحت (PAF) هو حالة عصبية تنكّسية نادرة تصيب الجهاز العصبي اللاإرادي، وتُسبب انخفاض ضغط الدم الوضعي المزمن.
على عكس الأمراض العصبية التنكسية الأخرى، لا يؤثر PAF عادة على الحركة، لكنه يعطل قدرة الجسم على تنظيم ضغط الدم، مما يؤدي إلى أعراض مثل الدوخة والدوار وألم شماعة الملابس.
مرض باركنسون هو اضطراب عصبي تنكسي مزمن ومتقدم يؤثر على الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في الدماغ، مما يؤدي إلى مشاكل في الحركة، بما في ذلك الرعشة، وتيبس العضلات وصلابتها، والحركات البطيئة، ومشاكل التوازن.هناك عدة عوامل قد تُسهم في ألم شماعة الملابس لدى مرضى باركنسون.
فالتصلب وعدم استقرار الوضعية (مشاكل المشي والتوازن) قد يُجهدان عضلات الرقبة والكتف، مما يؤدي إلى توتر العضلات والألم، كما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في ضغط الدم، مما يسبب الشعور بألم شماعة الملابس.
علامات تشير إلى ضرورة زيارة الطبيب
قد يكون من الصعب أحيانًا معرفة ما إذا كنت تعاني من ألم شماعة الملابس أم إجهاد عضلي ناتج عن الإفراط في الاستخدام أو الإصابة، و من العلامات الشائعة لألم شماعة الملابس أن الألم يتحسن عند الاستلقاء، بينما قد يستمر إجهاد العضلات الناتج عن الإفراط في الاستخدام أو الإصابة حتى عند الراحة.
ومعظم أسباب آلام شماعة الملابس هي حالات مزمنة تتطلب تشخيصًا طبيًا وعلاجًا مستمرًا، لذلك من المهم مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن إذا كنت تعاني من ألم شماعة الملابس مع أي من الأعراض التالية:
– الدوخة أو الدوار أو الإغماء عند الوقوف من الجلوس أو الاستلقاء
– تغيرات الرؤية
– تغيرات في حركتك، مثل صعوبة الحفاظ على التوازن أو المشي
– الهزات
– صعوبة في التنفس
علاج ألم شماعة الملابس
يعتمد علاج ألم شماعة الملابس على السبب الكامن وراءه، قد يشمل علاجات منزلية لتخفيف الألم والانزعاج، وأدوية أو علاجات لمعالجة السبب الجذري للألم.
هناك عدة طرق منزلية لتخفيف آلام شماعة الملابس، منها:
تغيير الوضعية: غالبًا ما يزداد ألم شماعة الملابس سوءًا عند الوقوف لفترات طويلة، لذلك استلقِ على ظهرك للسماح لعضلاتك بالاسترخاء وتحسين الدورة الدموية.
حافظ على رطوبة جسمك: اشرب السوائل طوال اليوم للوقاية من الجفاف، وقد يُساعد شرب زجاجة ماء قبل دقيقة أو دقيقتين من النهوض من السرير على تخفيف الأعراض.
ثني عضلات الساق: إن ثني كاحليك أو شد عضلات ساقيك حوالي 10 مرات قبل الوقوف يمكن أن يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية وتعزيز تدفق الدم إلى الجزء العلوي من الجسم عند الوقوف.
العلاج الحراري: وضع وسادة تدفئة أو كيس ساخن على رقبتك وكتفيك وأعلى ظهرك يمكن أن يعزز تدفق الدم إلى المنطقة ويخفف الألم.
الملابس الضاغطة: يمكن أن يساعد ارتداء جوارب الضغط أو الملابس الضاغطة للبطن على تحسين تدفق الدم وتقليل أعراض انخفاض ضغط الدم الانتصابي، مما يقلل من آلام شماعة الملابس.
