تحقيقات وحوارات

أد فتحي الشرقاوي يكتب .. الله يرحم طبلية أبويا

بقلم اد فتحي الشرقاوي

انظروا لهذا المطبخ شديد الفخامه والرقي بما فيه من ميكرويف واير فلاير وديب فريزر وافران كهربائية وشبابيك تطل على حمامات سباحه ولاندسكيب من الخضره، هذا هو المكان الذي تشاهده في اعلى هذا البوست 👆👆👆كانت أمي وأمك نحن جيل الخمسينات يقضين معظم وقتها فيه اعدادا لطعامنا ونحن أطفال صغار نتلحف برداء البراءة والعفوية ،لا نملك انذاك في جعبتنا وملابسنا المتواضعه سوى بضع ملامح لمستقبلنا،

الذي كنا نأمل ونتأكد إنه سيكون لنا،رغم قسوة الظروف،كانت احلامنا وطموحاتنا كبيرة لم نسمع كلمات مثل الطلاق العاطفي بين آبائنا وأمهاتنا،على الرغم من تواضع مستوياتهم التعليمية والثقافية ولم نكن نعرف ماذا تعني محاكم اسره
حيث يقف فيها الزوجان المتنازعان وقد تجردا من كل معاني الألفة والمودة التي عشنا وترعرعنا في ظلها بين والدينا ،ولم نألف أحد أفراد اسرتنا وقع صراع الإدمان لعدم مراعاة الوالدين وعدم اهتمامها به

ولا أحد فشل في دراسته وانحرف ضمن مجموعه متطرفه ارهابيه و لم نألف دعوات الفيمنست عند أمهاتنا واخواتنا وعماتنا وخالاتنا، ومطالبتهن بالمسواه بالرجل ،ولا مجلس قومي يتولى الدفاع عن اناثنا ورغم كل تلك الظروف الطاحنه وقسوة الحياة علينا ،نحتنا في الصخر وخرج منا العلماء الأجلاء في كل تخصصات العلم يُشار لهم بالبنان محليا واقليميا ودوليا يجوبون أرجاء الدنيا بما رحبت واتسعت حاملين في وجدانهم وداخل عقولهم مصابيح التنوير ،ناشرين علومهم وكأنهم سفراء لبلادهم يحملون على كاهلهم مهمة الأخذ بأيدي غيرهم من المحتاجين اليهم ،من هذا المكان المتواضع ( الاقفاص بدلا من المطابخ الفاخره والكمبوندات الممعنه في البذخ ،خرجت لنا شخصيات وقادة عسكريون من الضباط والجنود سطروا بدمائهم أغلى ملامح البطوله للحفاظ على الأرض والعِرض ،من هذا المكان خرج عمالقة الأدب والفن ومما يدمي القلب ويشتت العقل وبرغم تقدمنا المادي التكنولوجي

مش عارفين نصل لنص أو ربع انتاج الناس الذين كانوا يعيشون في تلك الأجواء وتلك البيوت العامرة بالحب المصنوعة من الطين اللبن ،وذلك المطبخ الذي لا يحمل من حطام الدنيا سوى عدة اقفاص تحتضن اطباق وصحون السعادة التي كانت تحتوينا جميعا كأسرة

( طبليه) ويكفي اننا عندما نريد مدح رجل فلسان حالنا ينطق عفويا بالصدق ونقول ( ده راجل متربي على طبلية أبوه) تفتكروا ايه اللي كان موجود واندثر

وناقصنا إيه دلوقتي وهل يمكننا تحقيق ولو جزء بسيط من تلك الانجازات العظيمه للعمالقه أبناء هذا الوطن الذين خرجوا من احشاء ذلك المكان والزمان شديد التواضع والبساطة ☝️☝️☝️شديد العظمه والكبرياء والاصاله

مجردخاطره
ا.د.فتحي الشرقاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى