تحقيقات وحوارات

ا.د فتحي الشرقاوي يكتب .. الفقراء

بقلم ا.د فتحي الشرقاوي

ظهر لنا على السطح في الآونة الاخيرة نمط من الفقاعات الهوائية في صورة اشباه مثقفين ،لغة خطابهم السائد ( حافظين مش فاهمين) يرون بشكل مطلق أن الفقراء بمشكلاتهم هم سبب تأخر هذا المجتمع، إن فتحنا موضوع انحراف الشباب تجدهم يشاورون الى ابناء الفقراء من الشباب ،إن تطرقوا لقضايا الادمان ،ادخلوهم في جملة مفيدة وانهم وراء ترويج المخدرات وتعاطيها ،إن تعرضوا لقضية الجهل والاميه،حدث ولا حرج ،ليس امام هولاء المتنطعين من اشباه المثقفين سوى الصاق كافة الموبيقات بالفقراء، وهم ضامنون أنهم لن يقرأوا لهم ولن يطلعوا على مايقولون ،وها انذا اتقمص لبعض الوقت شخصيات أبناء قومي من الفقراء والمهمشين قليلا واتحدث شعوريا ولا شعوريا بما يجول بخاطرهم ويعتمل في نفوسهم ومن ثم اكون حالا لهم إنهم الفقراء المغضوب عليهم في كل العصور ، هم أغلبية اليد العامله ومع ذلك مهمشون.

هم طاقة الإنتاج الحقيقية ومع ذلك منسيون، هم الذين يحرصون على تعليم أبنائهم ومع ذلك مهملون.ارجعوا إلى تاريخ مصر الحديث وافتحوا أي مجال من مجالات النبوغ والتفوق في الثقافة، الفكر،الإقتصادالسياسة
ستجدونهم في الصداره ،هم النابغون والمتميزون.لا يعتمدون على ثروة الآباء والأجداد رأسمالهم الحقيقي دافعيتهم وطموحهم فقط،يعانون ويكابدون شتى ألوان المعاناه من أجل إثبات ذواتهم، لماذا ننفر منهم وهم القاطرة الحقيقية للمجتمع،لماذا ننحيهم جانبا وهم الأفضل.لماذا ننظر إليهم بوصفهم عاله تستحق الشفقة هل سمعتم أو علمتم أن أحد أبناء الأغنياء قدم نفسه شهيدا للوطن أو أن أحدهم عمل في أي من الأعمال الشاقة المجهدة على خط من خطوط إنتاج الصناعات الخفيفة أو الثقيلة، رفقا بهم ياساده

كفى ما بهم إنهم الطبقة الوحيده التي تحملت وتتحمل كل حماقات السلطات في كل العصور.غضبها سيكون صعبا اذا نفذ صبرها أتدرون لماذا لأنهم لن يكون لديهم ما يبكون عليه في حال إستمرار الضغط عليهم والسخرية منهم و ارجعوا إلى دفاتر التاريخ وأنتم تعرفوا من هم الفقراء والمهمشين والمنسيين

تحدثوا عنهم بأدب في لغة الخطاب المجتمعي

أ. د. فتحي الشرقاوي.💖
أستاذ علم النفس
جامعة عين شمس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى