
كتبت نيفين خله
يا قلمًا مكسورًا، من يُداويك؟
من يحمل بُرّايةً لتُعيد إليك بريقًا يرويك؟
أريدك أن تكتب آهات قلوبٍ مبتورة،
وحكاياتٍ لطفلٍ بكى من همومٍ محفورة.
لكن قلمك مكسور، ولا أحد معه برّايتك ليُعيد النور.
أريدك أن تكتب وجع أمٍّ تضنّت لحماية ابنها،
تُحاول دفع الألم، لكن الحزن سكن قلبها.
وقلمك مكسور، يدور الألم في الجسد المهموم،
ولا يجد من يثور للحق وسط الظلام المرسوم.
اكتب كل ما كان وما سيكون،
واجعل الكلمات من جراح الزمان تُشفى وتكون.
يا قلمًا مكسورًا، أين برّاية تُعيد إليك الحياة؟
لتكتب للقلوب التي داهمها الزمان بالآهات.
تعالَ يا من ملأ الهمّ قلبك،
ودع الشكوى تُفيض ما أثقل دربك.
ابحث معي عن بُرّايةٍ للقلم المكسور،
لنكتب بها جميل النعم التي بها الله يجود.
لنكتب دمعة طفلٍ تحوّلت إلى بسمة،
ونحكي عن سترٍ يُظلّلنا بالرحمة.
لنُذكّر الشاكي أن الله كان دائمًا سندًا،
وكان أقرب من الأم حين اشتدّ الوجع وتمادى.
اكتب يا قلمًا مكسورًا عن نعمٍ لا تُعدّ ولا تُحصى،
عن عينٍ ترعاك وسترةٍ لم تُفقد حتى في أقسى البلايا.
اكتب عن الفرحان الذي يشكر،
وعن الشاكر الذي يزيده الله من فضله ويُبشّر.
يا قلمًا مكسورًا، أردتك صوتًا جهورًا،
يحكي عن النعم بفرحٍ وشكرٍ يدوم دهورًا.
لكنّك مكسور، وأنا بانتظار برّايتك،
لأكتب بها صوتي، ولله أُعلن امتناني ومحبّتي.