
كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
في تصعيد خطير للصراع الدائر في السودان، استهدفت طائرات مسيّرة يُعتقد أنها تابعة لقوات الدعم السريع، فجر اليوم ، مستودعات الوقود الاستراتيجية في مدينة بورتسودان، العاصمة المؤقتة للبلاد.
أدى الهجوم إلى اندلاع حرائق هائلة وثلاث انفجارات متتالية، مما استدعى إخلاء مطار بورتسودان الدولي وتعليق الرحلات الجوية مؤقتًا.
أفادوا شهود عيان بأن النيران بدأت في مستودع للجازولين قبل أن تمتد إلى خزانات الوقود المجاورة، وسط محاولات حثيثة من فرق الدفاع المدني للسيطرة على الحريق ومنع انتشاره.
وصف وزير الطاقة والنفط السوداني، محيي الدين نعيم محمد سعيد، الهجوم بـ”العملية الإرهابية” التي تهدف إلى تدمير أكبر منشآت تخزين الوقود في ولاية البحر الأحمر، محذرًا من كارثة بيئية محتملة في حال عدم احتواء الحريق.
طلبت الحكومة السودانية مساعدة المملكة العربية السعودية للمساهمة في إطفاء الحريق، نظرًا لصعوبة السيطرة عليه بالإمكانات المحلية.
هذا الهجوم يُعد الثاني من نوعه على بورتسودان خلال يومين، حيث سبق أن استهدفت قوات الدعم السريع منشآت عسكرية ومدنية في المدينة، مما يُظهر تحولًا استراتيجيًا في الصراع نحو استهداف البنية التحتية الحيوية.
بورتسودان، التي أصبحت مقرًا للحكومة السودانية والبعثات الدبلوماسية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، كانت تُعتبر من المناطق الآمنة نسبيًا. إلا أن الهجمات الأخيرة تُنذر بتوسيع رقعة النزاع وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، خاصة مع تزايد أعداد النازحين والاحتياجات الإنسانية الملحة.
الجيش السوداني لم يصدر بعد بيانًا رسميًا بشأن الهجوم، بينما لم تعلن قوات الدعم السريع مسؤوليتها عنه. ومع ذلك، تُشير التقارير إلى أن هذه الهجمات تأتي في إطار تصعيد متواصل من قبل قوات الدعم السريع باستخدام الطائرات المسيّرة لاستهداف مواقع استراتيجية في مناطق سيطرة الجيش.
وأعرب المجتمع الدولي عن قلقه من تصاعد العنف في السودان، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار واستئناف الحوار السياسي بين الأطراف المتنازعة. في حين حذرت منظمات إنسانية من أن استمرار الهجمات على البنية التحتية الحيوية سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للسكان المدنيين ويُعرقل جهود الإغاثة.
ومع استمرار التصعيد، يظل مستقبل السودان غامضًا، وسط مخاوف من انزلاق البلاد نحو مزيد من الفوضى والانهيار الاقتصادي والإنساني.