تحقيقات وحوارات

نيفين خله تكتب .. الرؤية ضباب

كتبة نيفين خله

تقابل ناس تبارك، وتخطفك ببريقها تراها في الأفق، تتلألأ وتلمع، تشدك إليك، بحلمٍ لم تجرؤ على تصديقه

قرب وشوف، جوه الظروف، سحب تُجذبك، نورها شديد، ولكنه مزيف، كما السراب حتى العيون تعمى، وتصير الرؤية ضباب تراه نورًا يملأ الدنيا، لكن في قلبه ظلال كلما اقتربت منه، عرفت أنك ضحية لعبٍ قديم

عامل زي نور كشف العربيات العالي، في شارع ظلمة خالي، لا صوت فيه سوى خطواتك، مقدرش تشوف الشيء بوضوح، حتى لما يبعد النور تظل عينك في فتور، وتظل الزغللة ثابتة،
تؤثر فيك لوقت طويل، حتى يفقدك الوضوح، لكنك ما زلت ترى البريق، تهيم فيه، ورغم أنك تدرك التشويش، ما زلت تهيم وتتبع الطريق غير المنير، لأنك تظن أنك تسير نحو النور، لكنك تائه في الظلام

عارف يحصل إيه؟ تشتريه بغالي، وتدفع في قلبك ثمنًا باهظًا، من كتر ما انت شايفه بريق مضيء أنت تراه أغلى من كل شيء، مهما كان الثمن تظل توجّع عينك، لكن تشوفه غاليًا، لا تمل من النظر وتبرر كل شيء، تطمئن قلبك بالأعذار، وتفصل مجهودًا وطاقه، أعصابًا تتناثر
نفسيّة، مادية، وعصبية، كلها توجعك في الخفاء وأنت يا مسكين، عايش حياتك تعبًا كل لحظة فيك تُسلب، في حلمٍ عن الغالي الجنان تسمع الكل بيقولك حاسب، لكنك لا ترى، مش سامع ولا حاسس، كانك مسبى ومش حاسس مبتفكرش غير فيها، هي كل ما تراه، كل ما تملك، وكل ما تأمل

كلام معسول، يلامس أذنك ويغني عقلك يفقدك التوازن، ويجعل كل شيء غير مستقر العقل يتوه على طول، في دوامة الكلام الحلو عارف؟ كان الأذن، من كثر التركيز، تصبح من الشمع، مش موزونة، ضائعة في عالم الكلمات وتظل عينك وعقلك، وكل ما فيك، مركزًا على الماس الذي تراه، يراودك ويجذبك كما الهاجس، كلما اقتربت منه، كلما شعرت بأنه أكثر سحرًا، لكن آخر الطريق، ستكتشف كيف سرق منك نورك، وفرحك المسروق الذي ظل يراودك طويلاً

اتارى يا مسكين، كان نوره من عينك معكوس والشعاع الذي كنت تراه نورًا كان مجرد وهم وروحه تكبر من قرب روحك، تُخرجك من غير نور محسوس وفي اللحظة التي كنت فيها تظن أنك اقتربت، تجد نفسك بعيدًا، دون أي ضوء يرشح لك الطريق وتلاقي روحك متجرح، متألمًا في كل ما تملك وفي كل مالك الملموس، تجد الجرح عميقًا تلاقى يعنى الماس كان ازاي مكسور؟ واكتشفت أنه تركك في ألم، فاديًا من الألم ما هو أكثر

سابك متجرح، بالندوب التي لا تزول ولما تصرخ من ألمك، متلاقي حد يقولك “أصله مش محظوظ”، لكن الكلمات تصبح بلا معنى حتى هذه الكلمة ستجدها فارغة، غير محسوسة ولا ملموسة وأنت ستبقى وحدك، منبوذًا في صمتك،

كلمة في ودنك: مش كل البريق ماس، وساعات بيبقى ازاز مكسور بدل ما تخرج غنيًا، محظوظًا، تجد نفسك في النهاية تخرج روحك منها، منبوذًا حاسب، فليس كل ما يبرق ماسًا ولا كل ما يلمع ذهبًا ازاى مكسور، عامل منشور، لكن مش ماس يعكس لك النور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى