
حدوتة “هاني فرحان عبد العظيم
المخدرات تُعد من أخطر الآفات التي تهدد صحة الفرد والمجتمع. فهي تؤدي إلى تدمير الجسم والعقل، مما يتسبب في تدهور الحالة الصحية والنفسية للشخص المدمن. تأثير المخدرات لا يقتصر على الشخص فقط، بل يمتد ليشمل أسرته والمجتمع ككل. فالإدمان يؤدي إلى تفكك الأسر، زيادة نسب الجريمة، وانتشار الأمراض المعدية. كما يتسبب في تراجع إنتاجية الفرد المدمن في العمل أو الدراسة، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني.
“ابن مدير الشركة”
يحكي الوالد عن ابنه الذي بمرحلة الثانوية العامة، لقد كان وحيدي لم أرزق بأبناء غيره، كل همي الوحيد أن أوفر له كل احتياجاته عن طريق العمل المتواصل دون كلل ولا ملل، وبالفعل لم يطلب مني شيئا إلا وقد نفذته له وكذلك والدته؛ لقد كان مدللا بمعنى الكلمة، كنت على استعداد أن أبذل رقبتي فداءا له ولتعليمه والوصول به إلى مستقبل مزهر؛ ولكن ابني فجأة تغيرت كل طباعه لقد أصبح يحب السهر على غير عادته إذ أنه كان دائما شغوفا بدراسته، يقضي كل وقته بين كتبه ومذاكرته؛ ازدادت متطلباته المادية وألتمس له دوما الأعذار حتى جاء يوما عده فيه باكرا من عملي فرأيت ابني الوحيد يتعاطى المخدرات، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا يدي على وجهه تصفعه صفعة قاسية، لقدر ردها ابني لي على الفور، لقد ضربت من ابني الوحيد الذي لطالما أحببته وفضلته على نفسي ولم أقصر يوما تجاهه، لقد أفنيت كل حياتي وأنا أعمل جاهدا لتوفير كل متطلباته وتأمين حياة أفضل من أجله، هكذا جوزيت من ابني الوحيد.
عودة للحياة:
بقد قام ابني بتسليم نفسه للجهات الحكومية واعترف على نفسه بأنه متعاطي للمخدرات وأنه قام بصفعي على وجهي، وطلب من وكيل النيابة معاقبته على كل جرائمه، فاستدعاني وكيل النيابة لقد كان شخصا طيب القلب، وبمجرد أن رآني ابني سالت الدموع من عينيه واحتضني وتأسف شديدا وبين أنه كان تحت تأثير تلك السموم القاتلة، وحمد الله سبحانه وتعالى أن هيأ ذلك الموقف حتى يرجع ويتوب إلى الله، ومن ثم عمدنا إلى مستشفى خاصة لعلاج الإدمان وبفضل الله عاد إلى حياته الطبيعية كسابق عهده.