علوم وتكنولوجيا

احذر.. تطبيقات تهدد صورك على مواقع التواصل

كتب جودة عبد الصادق إبراهيم

حذر خبير مصري من أن أدوات الذكاء الاصطناعي باتت تشكل تهديداً خطيراً للحياة الشخصية.

فقد أوضح مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، محمد محسن رمضان، أن هناك تطبيقات تهدد المستخدمين بإزالة الملابس من الصور الشخصية وإنشاء صور مزيفة لأغراض التشهير أو الابتزاز، ما يجعلها من أخطر أشكال العنف الرقمي.

تقنيات معقدة
وأضاف أن هذه الأدوات تعتمد على تقنيات معقدة من التعلم العميق وهي: شبكات التوليدية التنافسية (GANs) حيث تتنافس شبكتان عصبيتان على إنتاج وتقييم الصور حتى تصل إلى درجة عالية من الواقعية، ونقل السمات (Feature Transfer) حيث تُستخدم آلاف الصور الحقيقية لتدريب النماذج على تخمين شكل الجسد تحت الملابس، والرؤية الحاسوبية (Computer Vision) لتحليل الإضاءة، وملمس الأقمشة، وتفاصيل الجسم.

كما بيّن أن كل ما يتطلبه الأمر هو صورة لشخص يقوم النظام الرقمي “بتجريده” وإنشاء نسخة مزيفة يتم تداولها وكأنها حقيقية، لافتاً إلى أن من مخاطره الانتشار السريع والتهديد المتزايد، إذ لم تعد هذه التقنيات حكراً على المختبرات أو الباحثين اليوم.

كذلك أردف أنه يمكن الوصول إليها من خلال عدة وسائل رقمية متاحة للجميع، بغض النظر عن مستواهم التقني، منها مواقع إلكترونية تقدم الخدمة بشكل مباشر وتطبيقات مخصصة على الهواتف الذكية، بعضها مجاني وآخر مدفوع وبوتات تليغرام تعمل ببساطة مقلقة: فقط أرسل صورة، وستتلقى نسخة مزيفة خلال أقل من دقيقة.

في متناول أي شخص
وأشار إلى أن هذا الانتشار الواسع، وتعدد الوسائط التي تعتمدها هذه الأدوات، يجعلها في متناول أي شخص، ويضاعف من حجم التهديد وسرعة انتشاره، حيث يعد الأمر تهديداً خطيراً للخصوصية، مشدداً على أنه يمثل انتهاكاً صارخاً للخصوصية، إذ تُستخدم صور حقيقية دون إذن أصحابها إضافة إلى الابتزاز الإلكتروني.

كما مضى قائلاً إن هذه الصور المزيفة تستخدم للتهديد أو تحصيل أموال، وتشويه السمعة وقد تدمر حياة الضحية اجتماعياً أو مهنياً، فضلاً عن نشر محتوى إباحي غير توافقي، موضحاً أن هذا أمر مجرّم في عدد كبير من الدول، والمشكلة في صعوبة التتبع، خاصة مع البوتات المشفرة والتطبيقات التي لا تترك أثراً.

طرق الحماية
أما عن أوجه وطرق الحماية، فنصح بعدم نشر الصور الشخصية بجودة عالية على الحسابات العامة، ومراجعة إعدادات الخصوصية بشكل دوري، وتجنب استخدام التطبيقات أو المواقع غير الموثوقة، وتجنب مشاركة صور تتضمن تفاصيل شخصية واضحة، مطالباً بالحفاظ على سرية الحسابات الشخصية قدر الإمكان، وعدم تصديق كل ما نراه على الإنترنت، ومواجهة المحتوى المسيء بالإبلاغ الفوري وعدم مشاركة نشره.

وحول ما يمكن فعله إذا تعرض الشخص للابتزاز بصورة مزيفة، أكد أن هناك أنواعا للحماية تساعده، منها موقع StopNCII.org لإزالة الصور المزيفة أو الجنسية من الإنترنت، والذي يعمل بتقنية تشفير متطورة دون الحاجة للكشف عن الهوية، ويتواصل مع أكبر المنصات لحذف الصور فوراً.

كما أوضح أنه رغم أن العديد من الدول بدأت في تشريع قوانين تجرم هذه الأفعال، إلا أن وتيرة تطور التكنولوجيا تفوق التشريعات.

فيما ختم قائلاً إن هذه الأفعال تعد جرائم إلكترونية أو ابتزازاً يعاقب عليه القانون، لكن التحدي لا يزال قائماً في تنفيذ القوانين بفعالية وتحديث التشريعات بما يواكب الأدوات الرقمية، والتعاون الدولي لكبح انتشار هذه الأدوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى