حدوتة “هاني فرحان” .. أبقني معكِ ياحياتي !
حدوتة هاني فرحان عبد العظيم
هناك كلمات نجدها قليلة الحروف لكنها تحمل بين طياتها أكبر المعاني وأعمقها، فنجدها تترك أثراً في نفوسنا ربما لأنّها تتكلم عن واقع نعيش فيه، وقد تكون نصحاً أو إرشاداً أو حكمة نستدلّ بها في الحياة ونأخد منها العبرة والموعظة، وفي هذا المقال سنقدم لكم كلمات وعبارات ذات معنى كبير.
تبدأ الأحداث من الطفلة اليتيمة هبة التي تتلقى معاملة سيئة من عمتها سارة . ثم تنتقل لمدرسة لوود حيث تكون الظروف هناك سيئة، لكنّها تلتقي بصديقتها هيام التي تخفف عنها المصاعب في المدرسة. تقرر هبة أن تعمل كمربية في المدرسة ، وتقع في حبّ رئيس عملها مصطفي الذي يتقدّم لطلب يدها، لكنّ زوجته السريّة بيرثا تفضحه، فتتركه جين وهي معدومة الحال تتجول في الطرقات دون مال. وتتصاعد الأحداث لتكتشف جين أنّ عمها قد تركَ لها ورثة كبيرة، فتتحسن أوضاعها وتتعرف على ابن عمها علي ريفرز الذي يتقدم لخطبتها ويدعوها ليعيشا معاً في مكان هادئ، لكنّ جين تدرك أنّ قلبها لا زال معلقاً في ثورنفيلد، فتعود هناك لتكتشف أنّ مصطفي كان قد فقد يده وبصره، ولكنّ مشاعرها الصادقة تجعل منهما زوجين في نهاية الرواية
سعدت كثيرا الفتا بموقف الشاب معها، وشكرته على ما فعله، خرجا سويا وبالليل أخذته لأكثر مكان تعشقه، وقد كانت سفينة صغيرة تعود لوالدها الراحل غير أنها كانت معطلة، وبينما كانا جالسين سويا يتحدثان إذا بشرطي أيضا صديق زوجها السابق يأتي إليهما وينصح الفتاة بالعودة للمنزل خوفا عليها من بطش زوجها السابق، لقد كان في الأساس هو من طلب منه مراقبتها.
كانت تشعر الفتاة بمشاعر الحب تجاه الشاب، أما عن الشاب فكان بكل يوم ليلاً يذهب لسفينة والدها ويحاول إصلاحها، لقد أفنى جهداً كبيرا في إصلاحها؛ وبيوم احتفلت فيه الفتاة بعيد مولد ابنها، وجاء والده لحضوره وهناك هددها بأنها إذا لم تقطع علاقتها بالشاب فإنه سيأخذ ابنه منها، وأنه سيثبت عليها أنها أم غير صالحة لتربيته وبذلك ستخسر وصايتها عليه.
بعد انتهاء الحفل أخبرت الفتاة الشاب بكل ما دار بينها وبين زوجها السابق، وصارحته بأنها لا يمكنها العيش بعيدا عن ابنها ولو لثانية واحدة، فهم الشاب ما أرادت قوله، واعتذر لها عن تسببه بتغيير بحياتها، وأعرب لها عن أنها شخصية جميلة للغاية وتستحق أفضل حياة لمدى جمال شخصيتها وجمال قلبها.
غادر الشاب، ولكن زوجها السابق لم يتركه وشأنه، فقد تبعه وأراد أن يتنمر عليه، أخبره بأنه يستطيع إيجاد وظيفة أفضل من خدمة الكلاب، فهم الشاب ما أراد قوله، وأخبره بنبرة حادة أنه يفهم جيدا أمثاله الذين يتفاخرون بحملهم السلاح ويظنون أن باستطاعتهم فعل ما يشاءون دون حساب، وتركه وغادر.
لامتها والدتها على السلبية التي تتعامل بها بخصوص زوجها السابق وأنه بهذه الطريقة سيجعلها تفقد أجمل وأهم أيام عمرها، ذهبت الفتاة لوالد ابنها بعدما أعدت لابنها حقيبة بها بعض الملابس، أخبرته بأنها ستجعل ابنها يقضي اليوم معه وحذرته بألا يتدخل في حياتها مرة أخرى، وأن يدعها وشأنها، وأنه إن كان يرغب بأخذ الوصاية فيمكنه فعل ذلك وقتما أراد، وأعلمته بأنها تعلم أنه لا يرغي في تربية ابنه مفرده، وأن الجميع يشهد لها بأنها أم جيدة وصالحة وأهلة للقيام بتربية ابنها تربية جيدة سوية.
كانت تشعر في صميمها بالانتصار حيث أنها وأخيرا استطاعت مواجهة زوجها السابق الذي أراها الكثير من ألوان العذاب، ذهبت الفتاة للشاب وأعادته لوظيفته وحياته معهم من جديد، كانوا جميعا يقضون أفضل الأوقات سويا؛ كانت والدة الفتاة تعد حفلا بالمدينة، وبيوم وردها اتصال من الفتاة التي ستؤدي على البيانو حزنت كثيرا ولم تدري كيف ستتصرف، هنا تحدث الطفل وأخبرهم بأنه ذات مرة رأى الشاب يلعب على البيانو بشكل جميل للغاية.
طلبوا من الشاب فعل ذلك، وافق ولكنه اشترط أن يعزف ابن الفتاة على الجيتار، كان الطفل في البداية خائفا ولكن الشاب دربه كثيرا، وجاء يوم الحفل والذي شهد فيه الجميع بمدى روعة الشاب وابن الفتاة وتمكنهما من العزف بطريقة جيدة ومذهلة للغاية.
كان الحفل يضم معظم سكان المدينة، وبعد انتهاء الحفل حدثت مصادفة وهي أن الرجل نفسه صديق زوج الفتاة السابق أخبر صديقه بأنه نفس الشاب الذي جاء ومعه صورة لزوجته السابقة ويسأل عنها!
وبعدما أوصلهم الشاب وعاد لمنزله وجد الباب مفتوحا ولم يجد شيئا مفقوداً باستثناء صورة الفتاة، علم أن وراء هذه الفعلة زوج الفتاة السابق؛ والذي بدوره كان قد ذهب للفتاة وأعلمها بأن وجود الشاب بحياتها لم يكن صدفة، وأعطاها الصورة وأعلمها أنه كان يسأل عنها قبل وصوله إليها، وعندما نظرت للصورة علمت أنها نفس الصورة التي أعطتها لشقيقها قبيل ذهابه للجيش.
أخذ زوجها السابق يبث لها بسمومه، أخبرها بأنه يتوجب عليه أن تشك في أمره، وأنه بالتأكيد له نوايا خبيثة من فعلته وإلا لما خبأ عليها الأمر من البداية.
كان حينها طفلها يسمع لكل الكلمات التي ذكرها والده، وعلى الفور ذهبت للشاب وواجهته بكل ما عرفت، لم ينكر وأخبرها بكل ما حدث وأنه جاء من موطنه ليشكرها على ما حدث، وأن صورتها كانت سبباً في إنقاذ حياته لأكثر من مرة.
سالت الدموع من عيني الفتاة، وأخبرته أنها منحت الصورة لشقيقها لتحفظ حياته هو وليس لتحفظ حياة الشاب، طلبت منه الرحيل؛ حزن طفلها كثيرا على رجيل الشاب وأخذ بكتاب وأعطاه له كهدية تذكره به لكيلا ينساه، فرح الشاب كثيرا بما فعله الطفل الصغير والذي كان في الأساس يحبه بشدة وحزين للغاية على مفارقته.
على الفور قفز في المياه لإنقاذهما، في البداية حمل الطفل وأوصله لوالدته، وعندما عاد لإنقاذ الشرطي كان قد سقطت عليه شجرة ضخمة وأودت بحياته.
وجاءت الشرطة والإسعاف، شكر والد الشرطي الشاب على إنقاذه لحياة حفيده، ولكن الشاب بين له أن ابنه الراحل هو من قام بإنقاذ حياة ابنه، واعتذر عن عدم قدرته على إنقاذ حياة ابنه.
عاد لمنزل الفتاة وقابل والدتها واساها في وفاة ابنها بالجيش وكن حزين للغاية على عدم قدرته على إنقاذ زوج الفتاة السابق، وأخبر الفتاة عن سبب عودته وأنه قد رأى صورة شقيقها وأعلمها بأنه توفي إثر محاولته إنقاذ صديقه أثناء المداهمة وأن وفاته لم تكن بلا جدوى، أخبرها بأنه الحقيقة حتى إن لم تصدقه، وغادر.
ركضت الفتاة خلفه وطلبت منه ألا يرحل وأن يبقى معهم، تزوجها الشاب وعاشوا في سعادة.