حدوتة “هاني فرحان”.. التاجر الأمين
كتب هاني فرحان عبدالعظيم
ما اجمل أن تكن صادقا مع نفسك أمين ، فما أجمل الأمانة وهي لقب حبيبنا ورسولنا ، محمد عليه الصلاة وافضل السلام حيث لقبه المشركون بالصادق الأمين ، أن تعيش أمينا صادقا بين الناس تكسب ثقة واحترام الناس في الدنيا وفي الآخرة لك الثواب العظيم ، قصة بعنوان التاجر الأمين قصة رائعة جدا عن الأمانة والصدق مع النفس .
يقولون بانه في احدى المدن البعيدة بالهند ، كان يعيش تاجر معروف بصدقه وأمانته الشديدة ، كان يحب مساعدة الفقراء والمساكين في أي مكان ، وكان الرجب يحب التسامح بين الناس والحب بين الناس والامانة في المعاملة والضمير ، كانت تجارته عبارة عن الأقمشة بأنواعخا من حرير وكتان وقطن ، ومفروشات المنازل الجميلة جدا والمصنوعة من خامات جيدة , وكان رغم ذلك يبيع بضاعته بأسعار قليلة ولا يغالي في السعر ، حتى يستطيع الجميع شراء البضاعة من الفقراء والمساكين كما يشتري الأغنياء .
ومع مرور الزمن ، كانت بضاعة الرجل جيدة وبسعر رخيص جدا اشتهر الرجل الطيب في السوق ، وربح أموال كثيرة ورزقه الله عز وجل من فضله ، وفي يوم من الايام كان التاجر يجلس في محله وسط بضاعته يحمد الله كثيرا على فضله ، فدخل رجل غريب المتجر ، واعجب الرجل ببضاعة التاجر وخامتها الجيدة ، وقال للرجل بأنه يتمنى أن يحصل على الكثير من البضائع المميزة من الحرير التي يمتلكها ، ليضعها في محله ولكنه لا يمتلك الاموال في الوقت الحالي، كان التاجر الطيب رجل أمين ويثق في الجميع ، قرر أن يساعد الرجل الغريب ويعطيه ما يريد من بضائع واقمشة ومفروشات ويرد له الأموال في وقت أخر .
ومرت الأيام عديدة والشهور كثيرة ، والتاجر ينتظر عودة الرجل الغريب ليرد له امواله وثمن البضاعة التي أخذها ، قرر التاجر يوما أن يذهب للبحث عن الرجل الغريب ، فربما وجده واسترد حقه فهو طيب القلب متسامح مع الجميع امين في بضاعته ، ولكنه مؤمن قوى لا يتنازل عن حقه ابدا ، اخذ يبحث كثيرا حتى شاهد متجر كبير جدا ، كان المتجر يبيع أقمشة ومفروشات مثل التي يبيعها في متجره ، كان المتجر ممتلىء بالزبائن والناس تشتري البضاعة .
نظر التاجر الأمين ، فوجد الرجل الغريب الذي احذ البضائع من محله منذ شهور طويلة مضت ولم يعيد الاموال ، فاقترب التاجر الطيب من الرجل الغريب وطالبه بأمواله ، ولكن الرجل الغريب انكر ذلك امام الجميع ، واقسم بالله كثيرا بانه لم يرى التاجر من قبل ، بل امر عماله بطرد التاجر من متجره وضربه امام الناس بقسوة وامره الا يعود من جديد .
شعر التاجر بالحزن الشديد ، لضياع امواله الكثيره وحقه ، أخذ يفكر بحكمة كيف يحصل على أمواله ، ويثبت كذب الرجل الغريب أمام الجميع ، ذهب التاجر الى مكان للغرباء لينام فيه الليله ، لانه كان بعيدا عن بلدته وفي الصباح استيقظ بفزع على صوت طبول عالي جدا ومزعج بطريقة مرعبه وتثير النفس بالخوف والرهبه ، فخرج من غرفته مسرعا ليعرف ماذا يحدث ، فقال له أحد العمال ، أن الطبول وقرعها العالي من طقوس الموت في تلك المدينة ، فعندما يموت شخص يتم قرع الطبول بصوت عالي ، وكلما ذاد القرع والصوت كلما كانت مكانة الميت وشأنه كبير ، فالشخص العادي يتم القرع أربعة مرات فقط ، ولكن لو كان امير او ذو شأن تظل الطبول تدق عشرون قرعه .
سمع التاجر الكلام بدهشة شديدة من عادة تلك المدينة الغريبة لقرع الطبول ، ولكنها أوحت له بفكرة جميلة جدا ، وسوف تجعله يستعيد أمواله من الرجل الغريب ، ذهب يركض الى قارع الطبول ، وطلب منه أن يضرب الطبول أربعين مرة وسوف يعطيه بعض الجنيهات الذهب ، وافق الرجل على الفور ، وقام بقرع الطبول اربعين مرة ، وهنا تعجب الناس من اهل المدينة ، ووصل الأمر الى الأمير في المدينة .
غضب حاكم المدينة بشدة وأمر بإحضر من يقرع الطبول حتى يفهم لماذا فعل ذلك وقرع الطبول اربعين مرة ، فرد قارع الطبول بخوف قائلا : سامحنى يا مولاي الامير ولكن هذا التاجر هو من طلب ذلك ، واخذ يشير الى التاجر ، وهنا قال له الأمير : كيف تجرأت على فعل ذلك أيها التاجر ، رد التاجر قائلا بحزن : يا أمير البلاد في مدينتكم تقرع الطبول عشرين مرة ، وذلك عندما يموت أمير أو الحاكم ذو شأن كبير ، ولكن ماذا عندما يموت الأمان والصدق والضمير في بلادكم فكم قرعة ستقرعون لذلك اخبرني ؟
وبعدها حكى التاجر قصته مع الرجل الغريب الى الأمير ، وكيف نصب عليه الرجل وقام بخداعه ، أعجب حاكم البلاد بكلام الرجل وكلامه وامانته الشديدة وأخلاقه ، أمر أمير المدينة بإحضار الرجل الغريب ، وسئله أن يقول الصدق وسوف يتركه وإلا سوف يعاقبه بشدة ، وهنا خاف الرجل الغريب من الأمير ومن عقابه الشديد ، واعترف بالحقيقة كاملة ، ورد الرجل الغريب للتاجر الأمين كل نقوده واعتذر منه لانه طمع في حق ليس حقه ، وهنا أعطى أمير المدينة مكافأة كبيرة للتاجر الأمين لصدقة وأمانته الشديدة وحبه لفعل الخير ، فلقد ساعد الرجل الغري