فورت نوكس.. 4 نظريات حول سرقة حصن يضم ذهبا أمريكيا بقيمة 433 مليار دولار
أثار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والمسئول فى إدارته، الملياردير إيلون ماسك جدلا واسعا حول إمكانية سرقة “فورت نوكس”، مستودع السبائك المركزى فى الولايات المتحدة، والذى يحتوى على أكثر من نصف احتياطيات الذهب فى البلاد بقيمة 433 مليار دولار، وذلك عندما شككا فى أنه لا يزال موجودا هناك ورغبتهما فى تفقد الحصن لاسيما وإنه لم يتم تفتيش محتوياته منذ 70 عاما، وفقا لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية.
فورت نوكس
وقال الرئيس الأمريكي مؤخرا إنه يريد الذهاب للاطمئنان على وجود الذهب الموجود فى “فورت نوكس” – مضيفا: “لقد خسرنا مئات المليارات من الدولارات من الاحتيال.. سنذهب بالفعل إلى فورت نوكس لمعرفة ما إذا كان الذهب موجودًا هناك، لأنه ربما سرق شخص ما الذهب. أطنان من الذهب”.
كما قال إيلون ماسك فى منشور نشره على X الشهر الماضى: “من يؤكد أن الذهب لم يُسرق من فورت نوكس؟ ربما يكون هناك، وربما لا يكون. إن هذا الذهب مملوك للعامة الأمريكيين! نريد أن نعرف ما إذا كان لا يزال موجودًا”.
فورت نوكس
ويقع حصن فورت فى كنتاكى، ويعد قاعدة للجيش الأمريكى وموطن لمستودع السبائك المركزى فى أمريكا، والمنشأة محمية لدرجة أن عبارة “آمنة مثل فورت نوكس” كانت لفترة طويلة تعبيرا عن الأمن فى الولايات المتحدة وخارجها.
واستخدم حصن نوكس أثناء الحرب العالمية الثانية لتخزين إعلان الاستقلال والدستور ووثيقة الحقوق، فضلاً عن نسخة من الكتاب المقدس لجوتنبرج، ونسخة من الميثاق الأعظم، والجواهر الملكية للمجر، وفقا للصحيفة.
مونشين فى مستودع الذهب
وتم تفتيش حصن نوكس من قبل الغرباء فى عام 2017، عندما زار وزير الخزانة ستيف منوشين الخزائن، برفقة حاكم كنتاكى مات بيفين، فضلاً عن العديد من ممثلي الكونجرس الآخرين. وكان الوفد يضم أول الغرباء الذين سُمح لهم بالدخول منذ عام 1974 – تم تصويرهم وهم يتعاملون مع الذهب، الذى بدا بالتأكيد لامعًا للغاية وشبيهًا بالذهب.
ولكن بينما تقوم وزارة الخزانة الأمريكية والاحتياطى الفيدرالى بعمليات تفتيش منتظمة، يبدو أن لا أحد جلس وقام بتحليل محتويات القبو الأسطورى لأكثر من 70 عامًا، مما أثار سؤالًا صغيرًا مزعجًا يطرحه بعض الناس بشكل متزايد. ماذا لو لم يكن الذهب موجودًا بالفعل؟ من الجيد أن نفترض أنه موجود، ولكن كيف نعرف حقًا؟
4 نظريات مؤامرة حول وجود الذهب
سبائك الذهب
وقالت “الإندنبدنت” إن ما يغذى شكوك أشخاص مثل ترامب وماسك هو أنه لم يكن هناك تدقيق مستقل للذهب فى فورت نوكس منذ عدة عقود. ونتيجة لذلك، ظهرت أربع نظريات مؤامرة رئيسية.
وتزعم النظرية الأولى أن الذهب تم بيعه سرًا إلى كيانات أجنبية أو بنوك خاصة للولايات المتحدة لسداد بعض ديونها الوطنية سرًا. وتزعم الثانية أنه لم يكن هناك أى ذهب فى فورت نوكس، وأن المنشأة بأكملها مجرد خدعة ضخمة لخداع الأسواق العالمية.
وتروج النظرية الثالثة لفكرة أن الذهب ليس ذهبًا خالصًا على الإطلاق، بل سبائك مطلية بالذهب. واكتسبت هذه النظرية بعض الزخم في عام 2009، عندما أفاد الصينيون بظهور بعض سبائك الذهب المزيفة فى السوق الدولية، وبعضها من المفترض أنه نشأ من احتياطيات الولايات المتحدة. أخيرًا، النظرية الرابعة هى تلك التى طرحها ترامب وماسك – وهى أن الذهب قد تم سرقته بطريقة ما.
إن النظريتين الأوليين من السهل دحضهما. فالفكرة القائلة بأن مثل هذه الكمية الهائلة من الذهب يمكن بيعها سرًا فكرة هزلية، حتى لو تم بيعها تدريجيًا. فضلًا عن ذلك، فبينما قد يبدو مبلغ 433 مليار دولار مفيدًا فى سداد بعض الديون، فإنه بالكاد يشكل أى تأثير على الدين الوطنى الأمريكى، الذى يبلغ حاليًا 28.3 تريليون جنيه إسترليني. وبالتالى فإن ما يتم الاحتفاظ به فى فورت نوكس لا يمثل سوى 1.17% من ديون الولايات المتحدة. ولا يبدو أن القيام بأى شكل من أشكال الخداع أو البيع سرًا يستحق العناء.
أما النظرية الثالثة، تضيف الإندبندنت، فيمكن تفكيكها بطريقتين. أولًا، فى حين لم يكن هناك تدقيق شامل، كان هناك التفتيش المستقل المذكور أعلاه قبل ثمانى سنوات. قال منوشين قبل أسبوعين: “كان الذهب هناك عندما زرته. آمل إلا يكون أحد قد نقله. أنا متأكد من أنهم لم يفعلوا ذلك. إذا أراد الرئيس ترامب أن يتم تدقيقه، فهذا شيء يمكن القيام به بسهولة”.
التدقيق لن يكون سهلا
وقالت الاندنبدنت، إن التدقيق على السبائك ليس سهلا بل سيكون عملًا طويلًا ومكلفًا للغاية، وهذا هو السبب فى أنه لم يتم تنفيذه منذ عقود. وفقًا لشركة الاستثمار فى الذهب JM Bullion، فإن عملية التدقيق لن تستغرق أقل من 18 شهرًا حتى تكتمل، مع ما يقرب من 44400 ساعة عمل يجب القيام بها.
وتقدر الشركة أن المشروع سيحتاج إلى 20 موظفًا، و18 ميزانًا عالى الجودة، و18 ماسحًا ضوئيًا محمولًا للأشعة السينية، ومثقابين، و18 عربة لنقل العناصر، وإضاءة إضافية مناسبة. ومع تكلفة الماسحات الضوئية وحدها 25 ألف جنيه إسترلينى للقطعة الواحدة، فمن الواضح أن مثل هذا المشروع سيكلف ملايين عديدة – كل ذلك فى وقت يسعى فيه ترامب وماسك إلى خفض الميزانيات. والبديل الوحيد هو إجراء تدقيق جزئى وانتقائى، من خلال تحليل مجموعة عشوائية من حوالى 368 ألف سبيكة ذهبية محفوظة فى الخزائن.