سطور جريئة .. تحية واجبة لوزير التربية والتعليم
بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
بملئ فمى أقول أن وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف قد أحدث بالفعل حراكا غير مسبوق فى هذه الوزارة ، ونجح بجدارة فيما فشل فيه جميع وزراء التربية والتعليم على مدى الثلاثين سنة الماضية خاصة فى علاج القضية الأخطر التى هددت وزارة التربية والتعليم طوال هذه السنوات ، والتى هجر فيها الطلاب والمعلمون أيضا المدرسة من أجل الدروس الخصوصية ، وتحولت أبنية معظم مدارسها طوال هذه السنوات الطويلة الماضية خاصة فى المرحلة الثانوية إلى مبانى مهجورة ، وفقدت الوزارة دورها الأساسى الذى يتمشى مع إسمها وهو ” وزارة التربية أولا ثم التعليم ” حيث أن دورها الأساسى هو التربية ، والتنشئة ، والتوجيه ، والإرشاد ، وبناء الشخصية للطلاب ، ثم التعليم ـ وقد نجح محمد عبد اللطيف بجدارة فى عودة الطالب والمدرس إلى المدرسة مع بداية العام الدراسى وفور أن تولى مسئولية الوزارة ، وقرر بحزم أن يكون 40% من درجات الطالب فى نهاية العام على الغياب ، والحضور ، والمواظبة ، والسلوك ، والإمتحانات الشهرية ، بل والأسبوعية ، ولو لم يفعل شيئا بعد ذلك سوى نجاحه فى حل هذه المعضلة فسوف يكفيه هذا ـ لكنه فعل بعدها الكثير والكثير بعد أن جاب محافظات مصر طولا وعرضا ، وإلتقى مع كل القيادات التعليمية بها ، بل وأشركهم فى المسئولية معه ، وحمل كل مدير مدرسة مسئولية نجاح خطته فى إصلاح العلمية التعليمية التى أطلقها الوزير فور حلفه اليمين ، وعمل على خفض الكثافات الطلابية فى معظم مدارس مصر بحلول مبتكرة ، ولم ينتظر من الدولة أن تبنى له آلاف المدارس التى يستغرق بناؤها عدة سنوات ، وعمل على سد العجز بنفس الطرق المبتكرة للكثير من أعضاء هيئة التدريس ، وقرر تخفيض عدد مواد مرحلة الثانوية العامة بشكل غير مسبوق ليخفف عن كاهل الطلاب ليتمكنوا من هضم المواد الدراسية بصورة أفضل ، ويخفف عن كاهل أولياء الأمور أيضا فى الدروس الخصوصوية ، ليصبح عدد مواد السنة الأولى ثانوى 6 مواد بدلا من 10 والسنة الثانية 6 مواد بدلا من 8 والسنة الثالثة 5 مواد بدلا من 7 وهو القرار الذى أثلج بالفعل صدور جميع الطلاب ومعهم أولياء الأمور ، كما قرر أن تكون مادة اللغة الأجنبية الثانية ” الفرنساوى ” مادة رسوب أو نجاح فقط وليست ضمن مجموع طلاب المرحلة الثانوية ، وقد كان محقا فى ذلك ، لأنه لايوجد شهادة دولية فى العالم تلزم الطالب بدراسة 3 لغات ( عربى ـ إنجليزى ـ لغة أجنبية ثانية ) إجبارى ـ كما أن الطالب لم يكن يستفيد أن يستخدم هذه اللغة الأجنبية الثانية بعد إنتهائه من المرحلة الثانوية .
ولم يكتف وزير التربية والتعليم بذلك بل صحح أوضاع الشهادات الأجنبية فى مصر ، وجعل تدريس اللغة العربية والتاريخ والدين فى جميع المدارس الدولية شرطا أساسيا للتقدم للجامعات ، بعد أن كان طلاب هذه الشهادات لايدرسون تاريخ بلدهم ، ولايتقنون اللغة الأم وهى اللغة العربية ، ويجهلون كثيرا من أمور دينهم .
والسبت القادم نكمل الحديث والتحية الواجبة لهذا الوزير الذى أحدث بالفعل ثورة غير مسبوقة فى وزارة التربية والتعليم .