مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … إحذروا ياعرب

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

نعم لقد أصبح العالم العربى كله يواجه حاليا أخطر فترة تاريخية تهدد مستقبله ووجوده وتغيير شكل منطقة الشرق الأوسط بما يتمشى مع رؤية الولايات المتحدة الأمريكية بعدما أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بداية رؤيته الغريبة والصادمة بأن حل القضية الفلسطينية يبدأ بتهجير قطاع غزة سواء إلى الدول المجاورة أو فى عدة دول أخرى خاصة بعد الرفض القاطع من الدول العربية وفى مقدمتها مصر والمملكة العربية السعودية والأردن لذلك والإيحاء بتأييده بإمكانية أن تضم إسرائيل الضفة الغربية لها لتزيد من مساحتها التى يرى أنها صغيرة ولابد من زيادة حجمها بضم أراضى الفلسيطينيين لها بعد تهجير شعبها قسرا دون الإعتداد بأى قوانين وقواعد دولية تمنع التهجير القسرى لأى شعب فى العالم ، بعد أن نصب الرئيس الأمريكي نفسه وكأنه حاكم للعالم كله ، ولاشك أن خطة الرئيس ترامب للاستيلاء على غزة، وإزالة سكانها البالغ عددهم مليوني فلسطيني، وتحويلها إلى نوع من منتجعات “كلوب ميد” تؤكد أننا قد نعيش والعالم كله معنا للأربع سنوات القادمة عصر الغاب والبلطجة ومحاولة الهيمنة الأمريكية على كثير من دول العالم خاصة وأنه قد بدأها بإمكانية ضم كندا لأمريكا ومعها قناة بنما وجزيرة جرين لاند الدانمارك بالإضافة إلى قطاع غزة لتكون ولاية أمريكية جديدة فى الشرق الأوسط ، وقد يفاجئنا غدا بطلبات أخرى جديدة للإستيلاء على معظم موارد المنطقة العربية ومساعدة إسرائيل أن تستولى على كل الأراضى السورية التى تحتلها حاليا بعد سطور بشار الأسد وقد تتمدد اكثر من ذلك .

ليس هذا فحسب بل وقد نجد بين عشية وضحاها قرارات صادمة من جانب الرئيس الأمريكى بتجميد معظم الأموال العربية فى البنوك الأمريكية بعد أن يخترع المبررات التى تتيح له ذلك خاصة إذا رفضت هذه الدول محالاته المستمرة فى إبتزازها وسرقة أموالها .نعم هذا يكون بعيدا .

وفى ظل الموقف المشرف والتاريخى للقيادة المصرية ومعها كثير من الدول العربية وفى مقدمتهم المملكة العربية السعودية والأردن والرافضين جميعا لهذا التوجه نحو تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية وهو ما يرفضه أيضا بقية الحكام العرب بلا إستثناء وبتأييد قوى جدا من شعوبهم لأنها إذا حدثت ستكون سبة فى جبين التاريخ الإنسانى كله وجبين الولايات المتحدة الأمريكية لآلاف السنين القادمة ـ وهو الذى لن تسمح به جميع الدول العربية مهما كانت النتائج .

لقد حاولت إدارة ترامب بالفعل إجبار الأردن ومصر أو أي دولة عربية أخرى على قبول الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة – وجعل الجيش الإسرائيلي يجمعهم وينقلهم، حيث قال ترامب إن النقل لن يشمل القوات الأمريكية ولن يكلف دافع الضرائب الأمريكي فلسًا واحدًا – إلا أن ذلك إذا حدث ـ وإنشاء الله لن يحدث ـ سيؤدي إلى زعزعة التوازن الديموغرافي في الأردن بين سكان الضفة الشرقية والفلسطينيين، وزعزعة استقرار مصر، وزعزعة استقرار إسرائيل.

إن ترامب بما يطرحه فى هذا الشأن سيخلق أيضًا ردة فعل عنيفة ضد السفارات وكل المصالح الأمريكية في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، حيث سيخرج المسلمون إلى الشوارع في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا احتجاجًا على طرد الفلسطينيين من أرضهم باسم تحويل غزة إلى منتجع بحري يحمل اسم ترامب، والذي قال ترامب إنه “سيمتلكه” ولن يكون للفلسطينيين الحق في العودة إليه.

إن إحدى أكبر مشاكل فريق ترامب هي أن نظرته إلى الشرق الأوسط تتم من خلال عدسة اليمين الإسرائيلي المتطرف والإنجيليين المسيحيين. أما معرفتهم بالعالم العربي، فتنحصر في مجتمع الاستثمار الخليجي، مما يجعلهم فريسة سهلة لخداع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ياعرب .. جميعنا فى خطر وقد جاء وقت إتحادكم بقوة خلال هذه الفترة لأن هذا الإتحاد سيكون الملاذ الوحيد فى إفشاد مخطط راعى البقر هذا الذى يريد أن يستولى على أى شيئ فى أى مكان وبدأ يظهر الولايات المتحدة الأمريكية فى أسوأ صورة لها أمام العالم كله ، ولابد لنا أن ندعم تشكيل حكومة فلسطينية تكنوقراطية تدعو إلى قوة حفظ سلام عربية لتولي مسؤولية غزة بدلاً من إسرائيل، ، وأن نعمل على تأمين الدعم الدولي لإعادة إعمار القطاع. والضغط المدعوم دوليا لإقناع نتنياهو بقبول حل الدولتين ، على أن تتولى السلطة الفلسطينية الحكم الكامل لاحقًا لقطاع غزت بإشراف عربي. وبهذا الشكل، يمكن للولايات المتحدة تحقيق سلام حقيقي، وتقوية علاقتها بالسعودية، والمضي قدمًا في معاهدة أمنية أمريكية-سعودية.إذا أرادت

ولكن هل سيستوعب ترامب يومًا أن مصالح أمريكا ومصالح نتنياهو ليست متطابقة؟ نتنياهو يسعى فقط للبقاء في السلطة، حتى لو كان ذلك يعني تأخير إطلاق سراح الرهائن، أو خوض حروب لا تنتهي، أو منع اتفاق سلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية.

إذا سار نتنياهو في هذا المسار، فإن كل شاب يهودي اليوم سيتعلم كيف يشعر بالعيش في عالم تُعامل فيه إسرائيل كدولة منبوذة.

ولابد للرئيس الأمريكى من إعادة التفكير في المشكلة بشكل واقعى لأن خطته ” ترامب غزة ” ليست تفكيرًا جديدًا. إنها مجرد ارتجال عشوائي بلا دراسة، سيؤدي إلى كارثة سياسية وأمنية.
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى