مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … حل مشكلة باحثى جامعة أسوان

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

رب صدفة خير من ألف ميعاد ـ أقولها بعد أن قادتنى قدماى إلى كلية التربية النوعية بأسوان لأترأس لجنة مناقشة إحدى رسائل الماجستير بالكلية، بعدها فوجئت بباحثتين كانتا مع الحضور أثناء مناقشة الرسالة وكانتا من المسجلين لدرجة الدكتوراة تتقدمان لى والدموع قد ملأت جفون أعينهما بسبب تعنت نائب رئيس جامعة أسوان للدراسات العليا وإصراره على أنه لن يتم السماح لأى باحث ماجستير أو دكتوراة بالكليات النظرية بمناقشة رسالته بالجامعة إلا بعد أن يقوم بنشر بحثين علميين فى مجلاتٍ دولية ـ نعم دولية .. ويؤكد لجميع الباحثين أنه لن يعتد أيضاً بنشر أى من هذين البحثين فى أى مجلة علمية مصرية أو عربية ـ لا بد دولية ـ وكان نائب الدراسات العليا مستنداً فى ذلك إلى قرار كان قد مرره هو بمجلس الجامعة قبل ذلك منذ ما يقرب من سنة ماضية مع قيادة الجامعة السابقة، وقد تسبب هذا القرار فى أزمة حادة جداً لجميع الباحثين المتقدمين لنيل درجتى الماجستير أو الدكتوراة خاصة بالكليات النظرية والتى يتم التدريس فيها باللغة العربية فى كل موادها، وكان هذا يعنى أن يقوم الباحثون بترجمة أبحاثهم أولاً إلى اللغة الإنجليزية عن طريق مكاتب ترجمة وبتكلفة باهظة طبعاً ـ لكن الأخطر أن المجلات العلمية الدولية ـ وعددها قليل جداً مما ينشر أبحاثاً نظرية ـ كانت تطلب عند التواصل معها ضرورة سداد رسوم نشر البحث الواحد فى حالة قبوله ما بين 2000 إلى 3000 دولار .. وأن ينتظر الباحث دوره فى النشر الذى قد يمتد إلى أكثر من عام .. حدث هذا مع أن أى باحث خاصة فى كليات الآداب والتربية والخدمة الاجتماعية والتجارة والتربية النوعية ودار العلوم وغيرها من الكليات النظرية لن يقوم بتدريس هذه الأبحاث بعد ذلك باللغة الإنجليزية .. كما أن المتقدمين للترقية فى المجلس الأعلى للجامعات لدرجة أستاذ مساعد أو أستاذ لا يُطلب منهم ذلك، فكيف نطلبه من باحثين ما زالوا فى بداية الطريق ولا يملكون من المال ما يجعلهم يتحملون دفع 150 و200 ألف جنيه لنشر بحثين باللغة الإنجليزية فى مجلة دولية ..

وكان مع الباحثتين اللتين جاءتا للقائى استغاثة رفض نائب الدراسات العليا بالجامعة النظر لهما فيها، وقامتا بتسليمها لى لعلنى أساعدهما وبقية زملائهما فى تجاوز هذه المأساة ـ وعلى الفورـ وقبل أن أغادر جامعة أسوان ذهبت إلى د. لؤى سعدالدين القائم بعمل رئيس الجامعة وعرضتها عليه ووجدت منه على الفور ما يبشر بإمكانية حل هذه الأزمة لعشرات الباحثين بالجامعة بعدما وعدنى بعرض الأمر على مجلس الجامعة القادم والذى كان موعده أول أمس الخميس، وبالفعل عرض الأمر على المجلس بمنطقية وعقلانية كبيرة لذلك فوجئ بموافقة حاسمة من مجلس الجامعة بأن يتم «الاكتفاء» بنشر بحثين فقط لأى باحث بكليات الجامعة بأى مجلة علمية مصرية أو عربية أسوة بما هو متبع فى مختلف الجامعات المصرية وخاصة الجامعة الأم بالنسبة لجامعة أسوان وهى الأقرب لهم أيضاً .. وهى جامعة جنوب الوادى، وقد سعدت جداً بهذا القرار وبأننى ساهمت بالصدفة فى حل مشكلة عشرات الباحثين بجامعة أسوان، شكراً للدكتور لؤى سعدالدين القائم بعمل رئيس جامعة أسوان، وشكراً لمجلس جامعة أسوان المستنير الذى يريد أن يدفع الجامعة بالفعل إلى الأمام .. ويعمل على تذليل أى عقبات أمام الجميع خاصة الشباب الواعد الذى يحتاج منا إلى المساعدة وليس إلى التشدد وتعقيد الأمور.
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى