عالم الآثار “زاهي حواس” عن فيلم “كليوباترا” السوداء.. “الفيلم لم يقصد الإساءة لمصر”
كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
في تصريحات قد تبدو مفاجئة، أكد عالم الآثار المصري زاهي حواس أنه لا يلوم شبكة “نتفلكس” على عرض الفيلم المثير للجدل “كليوباترا” الذي ظهرت فيه ملكة مصر الشهيرة كسيدة سوداء.
لا يعني الإساءة لمصر
وأضاف حواس خلال مقابلة على قناة “القاهرة والناس” ، أن المنصة العالمية تعرض أعمالا سينمائية ودرامية ووثائقية من جميع أنحاء العالم، وأن عرض المسلسل على المنصة لا يعني بالضرورة تبنيها لتوجه ما.
كما قال إن منتجة العمل جادا سميث، زوجة الفنان الأميركي العالمي ويل سميث، لم تقصد الإساءة لمصر بإنتاجها لهذا العمل كما رأى البعض، بل تتبنى نظريات “المركزية الإفريقية” التي يؤمن بها المجتمع الأسود في الولايات المتحدة بأنهم أصحاب الحضارة المصرية الأصليون.
واعتبر حواس أن الإيمان التام للأميركيين من أصول إفريقية بأنهم أصحاب الحضارة القديمة، يجب الرد عليه بالحجة وبشكل علمي، لا مجرد الاعتراض دون ردود علمية وتاريخية تثبت الحقيقة.
مواجهة المركزية الإفريقية بالحجة والعلم
في هذا الصدد، روى حواس موقفاً تعرض له بالولايات المتحدة قبل عدة سنوات، حيث كان هناك لإلقاء 23 محاضرة في ولايات ومناطق مختلفة عن الحضارة المصرية القديمة.
حينها قام عدد من الأميركيين من أصول إفريقية بتنظيم المظاهرات ضده معترضين على وجوده بالولايات المتحدة، بل طالب بعضهم بسحب شهادة الدكتوراه التي حصل عليها هناك.
وقبل بدء إحدى هذه المحاضرات، تلقى تحذيرا بأن بين الحضور 50 أميركيا إفريقيا بغرض إفشال المحاضرة، إلا أن حواس لم يخش مواجهتهم واعتبر حضورهم للمحاضرة عن الحضارة المصرية القديمة أمرا طبيعيا وحقا للجميع.
وخلال المحاضرة، سألته إحدى الحاضرات :”لماذا تقف ضدنا؟ نحن أصل الحضارة”، فما كان من العالم المصري إلا أن رد عليها بالحجة وبشكل علمي، حتى إن السيدة اقتنعت بكلماته ودعته للاحتفال بعيد ميلاده الذي صادف اليوم التالي للمحاضرة.
تعويض بـ2مليار دولار.. وبيانات رسمية
يذكر أنه مع طرح مسلسل “كليوباترا” على منصة “نتفليكس” العام الماضي، اعترض الجمهور المصري على طرح العمل الذي يصور ملكة مصر الشهيرة كسيدة سوداء على خلاف الحقيقة، وتعالت الأصوات المطالبة بمقاطعة المنصة.
كما رفع أحد المحامين المصريين دعوى قضائية لإلزام السلطات المصرية ممثلة في وزير الخارجية المصري، باتخاذ الإجراءات الدبلوماسية والقانونية ضد منصة “نتفليكس” وصناع الفيلم لوقف بثه، ومطالبة المنصة وصناع الفيلم بدفع ملياري دولار كتعويض للدولة المصرية.
فيما ردت مصر بشكل رسمي على قيام المنصة بعرض الفيلم الذي ظهرت فيه بطلته بملامح إفريقية وبشرة سمراء اللون، وأكدت وزارة السياحة والآثار أن الفيلم لاقى حالة من الرفض لتزييفه تاريخ مصر القديم، حيث إن ظهور “كليوباترا” بهذه الهيئة يتنافى مع أبسط الحقائق التاريخية، وكتابات المؤرخين أمثال بلوتارخوس وديوكاسيوس والذين سجلوا أحداث التاريخ الروماني في مصر في عهد كليوباترا، وأكدوا أنها كانت ذات بشرة فاتحة اللون، وأنها ذات أصول مقدونية خالصة.