كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
أعادت الخطوة المفاجئة للرئيس إلى الأذهان حقبة القادة السلطويين التي لم تشهدها البلاد منذ الثمانينيات
رفعت الحكومة الكورية الجنوبية في وقت مبكر من صباح اليوم الأحكام العرفية التي فرضها الرئيس يون سوك يول خلال ليلة متوترة من الدراما السياسية، حيث طوقت قوات الأمن البرلمان، وصوت المشرعون برفض الأحكام العرفية.
وشوهدت الشرطة والعسكريون وهم يغادرون محيط البرلمان بعد التصويت الذي شارك فيه أعضاء من جميع الأطياف السياسية، وتم الإعلان رسميا عن إنهاء الأحكام العرفية حوالي الساعة 0430 صباحا خلال اجتماع لمجلس الوزراء.
وكان يون، الذي بدا أنه يواجه احتمالية الإقالة بسبب أفعاله، فرض الأحكام العرفية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، متعهدا بالقضاء على “القوى المعادية للدولة” في ظل مواجهته معارضة تسيطر على البرلمان، يتهمها بالتعاطف مع كوريا الشمالية.
بعد أقل من ثلاث ساعات، تحرك البرلمان، حيث أعلن رئيس الجمعية الوطنية وو وون شيك أن الأحكام العرفية “باطلة”، وأكد أن المشرعين “سيحمون الديمقراطية مع الشعب”. بذلك، استمرت الأحكام العرفية حوالي ست ساعات فقط.
وأعادت الخطوة المفاجئة للرئيس إلى الأذهان حقبة القادة السلطويين التي لم تشهدها البلاد منذ الثمانينيات، وقوبلت على الفور بإدانة من المعارضة وزعيم حزب يون نفسه.
ودعا حزب المعارضة في كوريا الجنوبية الرئيس يون سوك يول إلى الاستقالة أو مواجهة إجراءات العزل بعد أن فرض مرسوما للأحكام العرفية، الثلاثاء.
من جهته رحّب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن برفع الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية بعدما فُرضت لبضع ساعات، في خطوة أثارت أزمة داخلية وقلقا دوليا، داعيا إلى “حلّ سلمي” للخلافات السياسية في الدولة الحليفة لبلاده.
وقال بلينكن في بيان بعد إعلان الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول رفع الأحكام العرفية التي كان قد فرضها قبل ساعات من ذلك “ما زلنا نتوقّع أن يتمّ حلّ الخلافات السياسية سلميا ووفقا لسيادة القانون”.