الحرب الإسرائيلية لا تزال تتجاوز الخطوط الحمراء كافة، وتضرب بعرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية التي تكفل الحماية لعناصر الإسعاف والإنقاذ للضحايا في مواقع الغارات.
في هذا السياق، شن العدوان الإسرائيلي غارة على مركز بعلبك الإقليمي للدفاع المدني في بلدة دورس بلبنان، أودت الغارة بحياة 14 شهيدا إضافة إلى مصاب .
هؤلاء الذين تستهدفهم آلة الحرب، من عناصر الدفاع المدنى هم الأمل الأخير للعالقين تحت الأنقاض؛ حيث تقوم فرق البحث الإنقاذ بمحاولة انتشالهم قبل أن يفارقوا الحياة، إضافة لكون هذه العناصر تقدم الإسعافات الأولية للجرحى وتقوم بعملية نقلهم إلى المستشفيات تحت القصف العشوائى.
كثير من الأهوال يواجهونها في إصرار دائم على أداء رسالتهم في سباق مع الزمن لإنقاذ أرواح الضحايا.. بقلوب صامدة وعيون تجاهد لإيقاف دموعها عن الجريان، ورسم ملامح على الوجوه تخفى ما بداخل النفس من مشاعر يختلط فيها الحزن بالرعب والقلق والترقب.
رُبما هذا ملخص حديث “وليام خطار” أحد الأعضاء ورئيس شئون المتطوعين بمديرية الدفاع المدنى بلبنان، الذى أوضح أنهم يعملون تحت مخاطر القصف العشوائى وتلاحقهم نيران العدوان الإسرائيلي غير مكترثة بتلك العلامة التي تحملها سيارات الدفاع المدنى وتدل على هوية ركابها؛ لقد أصبح القصف يطال كل رقعة من لبنان، من جنوبه إلى شماله مرورا بالوسط.
لقد بلغ عدد الشهداء منذ بداية العدوان 31 شهيداً وعشرات المصابين، وتعرض 18 مركز للدفاع المدنى للتدمير الكلى والجزئى ، إضافة إلى إصابة 35 سيارة إسعاف بتدمير كلى وجزئى أيضاً التدمير الجزئى والكلى.
يستطرد وليام قائلاً: “نواجه الموت كل لحظة دون أن نخشاه لأن هدفنا إنقاذ إخوتنا اللبنانيين الذين يسقطون ضحايا الغارات الغاشمة، ورغم المخاطر التي نتعرض لها إلا أن هناك إقبال كبير من المتطوعين على تنفيذ مهام الإنقاذ حتى بالأماكن شديدة الخطورة ، هذه بنية الشعب اللبناني، إننا لا نأبه الموت قدر حرصنا على حياة إخواتنا الذين يسقطون ضحايا الغارات الإسرائيلية.
إعادة تموضع
وعلى الصعيد العملياتى، وُضعت خطة لإعادة تموضع عناصر الدفاع المدنى بعد تعرض المراكز الأساسية لنا للقصف ، وتشمل الخطة تواجد تلك العناصر في نقاط على مقربة من الأماكن المعرضة للقصف، بكل منطقة من أراضى لبنان.
وتقوم عناصر الدفاع المدنى بعدة مهام أولها إخماد الحرائق الناجمة عن غارات العدوان، ونقل المصابين إلى المستشفيات والبحث عن المفقودين تحت الأنقاض، كما نقوم بالمساهمة في الخدمات العامة لمواجهة تداعيات الحرب مثل توزيع المياه عل النازحين في مراكز الإيواء، حيث تم توزيع حوالى 27 مليون لتر مياه منذ بداية الحرب.
يستكمل وليام حديثه قائلاً : لدينا 225 مركزاً للدفاع المدنى بمختلف الأراضى اللبنانية، وتشمل مديرية الدفاع المدنى وحدة إطفاء، ووحدة إسعاف، ووحدة بحث وإنقاذ ويعمل بالمديرية 2100 موظف، إضافة إلى عدد من المتطوعين يتراوح بين الـ 4000 و الـ 5000 متطوع.
تحديات
وعن التحديات التي يواجهها عناصر الدفاع المدنى، يقول وليم، إن هناك نقصاً شديدا في المعدات اللازمة للقيام بمثل هذه المهمات على سبيل المثال الدروع الواقية من الشظايا؛ وبدل الوقاية من الحريق، وسيارات الإسعاف ، وغيرها ، كما أن المعدات قديمة ومتهالكة فأحدث المعدات لدينا تتجاوز الـ20 عاماً ، ونضطر لأداء مهامها رغم عدم توفر وسائل الحماية اللازمة ؛ مما يضاعف المخاطرة وحجم الخطر الذى يتعرضون له .