سطور جريئة … لماذا 3 أساتذة لعمادة المعاهد؟
بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
أنا لا أنكر إطلاقًا أن د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى يريد منذ اليوم الأول لتوليه مسئولية الوزارة أن ينهض بجميع المعاهد العالية فى مصر التى تعانى من مشكلات عدة لكى يرتقى بها وبمستوى خريجيها إلى مستوى الكليات الجامعية المتميزة، وأن يعالج كل المشكلات التى تواجه هذه المعاهد، لكن فى الفترة الأخيرة تم طرح فكرة ضرورة أن ترشح كل جمعية مالكة لأى معهد 3 أساتذة وليس أستاذًا واحدًا كما كان متبعًا من قبل، لاختيار أفضلهم من جانب الوزارة لكى يتولى عمادة هذا المعهد، وقد كانت هذه الفكرة نابعة من أحد أعضاء مجلس شئون المعاهد ليس ملمًا بواقع كل هذه المعاهد، وأقنع الوزير بها ـ نعم الهدف نبيل ـ لكن تطبيقه على أرض الواقع واجه صعوبة كبيرة لدى كثير من المعاهد ساهم فى تأخرها أن يتم تعيين عميد لها حتى الآن وذلك لأن معظم هذه المعاهد لا يوجد بها حتى أستاذ واحد بل إن معظمهم ما زال بدرجة مدرس، وبالتالى يضطر القائمون على هذه المعاهد فى البحث بالجامعات الحكومية عن أساتذة فى نفس تخصص هذا المعهد لتتفاوض معهم لكى يوافقوا على تولى عمادة معهد ما، يحدث هذا فى ظل مغريات كثيرة موجودة حاليًا لمن يرغب فى ترك كليته والإعارة لمكان آخر للحصول على عائد مادى أكبر سواء بالاتجاه إلى الجامعات الخاصة أو الجامعات الأهلية، خاصة أن رواتب العمداء بالمعاهد الخاصة أقل بكثير من رواتب العمداء بالجامعات الخاصة أو الأهلية، والقائمون على هذه المعاهد لا يستطيعون مجاراة الجامعات الخاصة أو الأهلية فى هذه الرواتب نظرًا لتراجع أعداد الطلاب المقبولين فى معظم المعاهد خاصة هذا العام، وبالتالى لن يجد مالك أى معهد بسهولة 3 أساتذة يقبلون أن يتم ترشيحهم لمعهده نظرًا لندرة أعداد هؤلاء الأساتذة فى تخصص هذا المعهد أيضًا ـ كما أن كثيرًا من الأساتذة يرفضون ترشيحهم بهذه الطريقة خاصة أنه سيتم اختيار واحد من الثلاثة المرشحين والباقى سيعود إلى جامعته وهو مكسور العين لأنه لم يتم ترشيحه من جانب الوزارة فى المعهد المتقدم لعمادته، وستضيع عليه أيضًا فرصة إعارة مضمونة فى مكان آخر بالجامعات الخاصة أو الأهلية لإمكانية التعاقد معه مباشرة، وقد تسبب هذا فى تفاقم مشكلة كثير من المعاهد حتى الآن فى موضوع عمادتها لعدم وجود 3 أساتذة فى معظم تخصصات هذه المعاهد سواء فى الإعلام أو اللغات، أو الحاسبات أو غيرها، كما أن كليات الحاسبات ذاتها على سبيل المثال بمختلف الجامعات تعانى نقصًا شديدًا فى عدد الأساتذة بها نظرًا للتوسع المفاجئ فى عدد هذه الكليات دون أن يكون بها العدد الكافى من أعضاء هيئة التدريس، وقد دفع هذا بعض المعاهد فى التلاعب فى شكل هذه الترشيحات المقيدة بترشيح أعداد صورية من الأساتذة حتى يتم اختيار العميد المتوافر لهم بشكل أساسى، وأشياء أخرى كثيرة لا داعى لذكرها الآن.
لذا ومن منطلق حرص د. أيمن عاشور على هذه المعاهد وعلى استقرارها، أناشده بأن يعيد النظر فى هذا القرار، وأن يتم الاكتفاء بمرشح واحد من الأساتذة مثلما كان المتبع من قبل، فإذا لم تتوافر فيه الشروط المطلوبة من جانب الوزارة يتم ترشيح آخر.. وهكذا، وأن يكون تركيزنا فى الفترة المستقبلية بتطبيق عناصر الجودة بهذه المعاهد وتطوير مناهجها، والتوسع فى التخصصات الدقيقة بها، واستكمال مقوماتها المادية والبشرية، ودفع أعضاء هيئة التدريس بها للترقى للدرجة الأعلى لكى تتوافر لهذه المعاهد ما تحتاجه من أساتذة من بين أبنائها لتولى العمادة بها بدلًا من استيراد عمداء مؤقتين لها من خارجها، خاصة أن عددًا ليس بالقليل من أعضاء هيئة التدريس بهذه المعاهد اقترب من سن الستين وهو مازال مدرسًا!!، وأشياء أخرى كثيرة يجب الاهتمام بها بعيدة عن الشرط التعجيزى فى ترشيح 3 أساتذة للعمادة بأى معهد.
[email protected]