كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
أعلن حزب الله، اللبناني اليوم وبشكل رسمي، انتخاب نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم خلفًا لنصر الله، حيث قال الحزب في بيان إن “مجلس الشورى ارتأى تعيين قاسم في الأمانة العامة” متأملا له “التسديد في هذه المهمة”.
يُعتبر نعيم قاسم من أبرز مؤسسي حزب الله في الثمانينيات، وكان قبل هذه الفترة نائبًا للمسؤول الثقافي المركزي في حركة أمل، المعروفة أيضًا في تلك الحقبة بـ”حركة المحرومين”، وهي الشرارة الأولى التي انبثق عنها حزب الله.
وُلد قاسم في بيروت، وهو جنوبيّ من قرية كفرفيلا، وأتم تعليمه الديني على يد كبار علماء المسلمين، وهو مجاز في الكيمياء، وقد عمل سابقًا مدرسًا في المدارس الحكومية، ولديه عدة مؤلفات في النواحي السياسية والثقافية والتربوية، منها كتاب يروي تجربة حزب الله السياسية والعسكرية.
انضم إلى حركة أمل في السبعينات تحت قيادة الإمام موسى الصدر فتأثر به، وكان له دور بارز في تفعيل المؤسسات الثقافية والحركات الإسلامية، حيث شارك في تأسيس الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين.
انتخب قاسم في مجلس شورى حزب الله ثلاث مرات، وتولى عدة مناصب في المجلس التنفيذي والقطاع التربوي.
عام 1991، عيّن نائبًا للأمين العام لحزب الله آنذاك عباس الموسوي، وبقي في منصبه بعد اغتيال الأخير في غارة إسرائيلية استهدفته وعائلته، ليصبح رفيق نصر الله في مشواره بعد توليه الأمانة، ومحلّ ثقته لأكثر من 30 عامًا.
يعرف قاسم بكثرة ظهوره الإعلامي، إذ غالبًا ما كان يمثل نصر الله في عدة مناسبات وإطلالات، وكان يدير بمهارة ملفات العمل السياسي والحكومي والمؤسساتي.
عقب اغتياله، نعى قاسم نصر الله “أخًا” و”عزيزًا” في إطلالة إعلامية عاهده فيها على السير في ذات الطريق. وكان له من بعدها أكثر من ظهور للتعبير عن وجهة نظر حزب الله السياسية وتوجهاته العسكرية المقبلة، لاسيما لناحية الاستعدادات لمفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان، وللرد على بعض المزاعم التي أشارت إلى تهالك قوة حزب الله العسكرية. وكان قاسم يتميز في آخر اطلالته بحدة اللغة، حيث وصف إسرائيل “بالوحش الهائج” وتوعّد بإعادته إلى “الحظيرة”.