سطور جريئة … التعليم التبادلى مرة أخرى
بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
عندما تناولت السبت الماضى تجربة «التعليم التبادلى» التى نجحت فيها باقتدار كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان من خلال توقيع بروتوكول بينها وبين ٦ شركات أغذية تقوم من خلاله الكلية بإعطاء الطالب المواد العلمية فى مجال تخصصه لمدة يوم كل أسبوع بالكلية ويطبق الطالب عملياً ما درسه بالكلية داخل شركة المواد الغذائية وبالتالى يحقق استفادة مزدوجة ويتدرب بالشركة على كل فنون الطهى والتغذية وبأحدث الطرق والأساليب وتكون أمامه فرصة كبيرة بعد ذلك للتعيين والعمل بالشركة أو يكون مهيأ للعمل فى أى شركات أغذية أخرى..
ليس هذا فقط بل تقوم شركة الأغذية فى ظل هذا الاتفاق مع الكلية بسداد مصروفات الطالب الدراسية بالكلية ومنحه كذلك ٢٠٠٠ جنيه شهرياً مقابل عمله كمتدرب بالشركة لأنه يوفر للشركة أيضًا تعيين عمالة ثابتة لديها قد تكلفها أضعاف ما تدفعه لطالب الكلية ضمن هذا البرنامج..
وقد حذت كلية السياحة بالإسكندرية حذو جامعة حلوان فى ذلك لكن من خلال برنامج واحد فقط حتى الآن مع إحدى هذه الشركات المماثلة..
وقد أحدثَ ما كتبته فى العدد الماضى فى هذا الشأن ردود أفعال واسعة بين كل الخبراء والمهتمين بالعملية التعليمية الذين طالبوا بأن نأخذ تجربة هاتين الجامعتين مأخذ الجد كنموذج لإمكانية تطبيقها فى كل كليات ومعاهد السياحة..
أولاً لأن مردودها سيكون كبيراً على مستوى خريجى هذه الكليات وهذه المعاهد وأن يتم التوسع فيها بمختلف أقسام وتخصصات هذه الكليات لتؤهل طلابنا بشكل جيد وعلى أعلى مستوى لسوق العمل داخليا وخارجيا..
وفى نفس الوقت نساعد هؤلاء الطلاب أن يعتمدوا على أنفسهم فى سداد الرسوم الدراسية الخاصة بهم وأن نجعلهم يتحملون المسئولية مبكرًا ويخففون من على كاهل أولياء أمورهم عندما يتقاضون من عملهم كمتدربين بهذه الشركات دخلاً يساعدهم فى الاعتماد على أنفسهم فى توفير كل احتياجاتهم المادية وهم ما زالوا طلابا وسيكون تأثير ذلك عليهم كبيرًا..
كما يمكن أن نتوسع فى تطبيق فكرة التعليم التبادلى هذه مع بقية الطلاب فى الكثير من الكليات الأخرى مثل كليات التجارة ومعاهدها وغيرها..
ولهذا أدعو القائمين على هذه الكليات والمعاهد المختلفة أن يدرسوا بجدية تجربة التعليم التبادلى بكليتى السياحة والفنادق بجامعتى حلوان والإسكندرية ودراسة تطبيقها بالكليات الأخرى لأن نتائجها ستكون أفضل بكثير لخريجينا الذين سيصبحون مؤهلين لسوق العمل بشكل حقيقى ومتميز وسوف تتراجع نسبة البطالة بينهم لأن سوق العمل سيكون فى أشد الحاجة لهم.
[email protected]