قازان.. من مدينة المغول إلى قمة بريكس
تستضيف مدينة قازان الروسية، أعمال قمة البريكس، لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة 10 دول بينها مصر، وهو أول اجتماع لقادة بريكس منذ توسع المجموعة فى وقت سابق من العام، وتجمع القمة 24 رئيس دولة وحكومة على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتأتى القمة كجزء من مبادرة لإنشاء نظام عالمى جديد ينهى هيمنة الولايات المتحدة.
وقازان هى مدينة يسكنها أكثر من مليون شخص، ولها تاريخ يمتد لأكثر من ألف عام، وهى عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، والميناء الرئيسى على الضفة اليسرى لنهر الفولغا.
يُعتقد أنّ الذكر الأول لمدينة قازان يرجع إلى القرن الثامن الميلادى، وتحديداً إلى نصفه الثانى؛ وذلك نظراً لما شهدته تلك الحقبة من صراعاتٍ عديدةٍ فى المنطقة الواقعة ضمن سهول نهر الفولغا، فقد دمَّرت هذه الصراعات قازان مرّات عديدة، الأمر الذى شلَّ حركة الحياة فيها بشكل مؤقت، وقد أعاد التتار إنشاء قازان مرّة أخرى في القرن الخامس عشر، حيث صارت في ذلك الوقت مركزاً لخانية قازان.
حكم المغول المسلمون والمعروفون بحكام دولة “القبيلة الذهبية” منطقة “نهر الفولجا” بالكامل، وكان سلطان هذه القبيلة المغولية يمتدُّ من التركستان حتى روسيا، وسيبيريا؛ بل وحكموا موسكو ذاتها، ولم يكن أمير موسكو يُنَصَّب إلا بعد موافقتهم، وأقاموا “قازان” الشهيرة فى شمال نهر الفولجا، والتى أصبحت بعد ذلك عاصمتهم، کما اشتهرت من مدنهم مدينة “السرا” التى كانت العاصمة لفترة طويلة، ومدينة “البلغار” أو “البرغار” أو “بلار” كما كتبها المؤرخون المسلمون، ومدينة “الحاج طرخان” والتى حرَّفها الروس والغربيون إلى “أستراخان” فأصبحت لا تُعرَف إلا بذاك.
وبحسب المكتبة الدعوية، فقد اختلط هؤلاء المغول الذين عُرِفُوا باسم التتار ببلغار الفولجا المسلمين اختلاطًا شديدًا، وأصبح سكان هذه المناطق يُعرَفون جميعًا باسم “التتار”، وقد صارت “قازان” خانية أو دويلة إسلامية سنة 842 هـ (1438 م) وحكمها “أولوغ محمد” وحاول استعادة أملاك أجداده من حكام “القبيلة الذهبية” الذين كانوا فى حالة من الانقسام والتفتُّت؛ لكن لم تساعده الظروف السياسية؛ حيث كانت نهضة روسيا على يد القيصر “إيفان الرهيب” الذى قضى على مملكته الإسلامية – فى عهد خلفائه – واحتل الممالك الإسلامية المجاورة له بالمنطقة؛ ليفقد المسلمون حوض نهر الفولجا الذى أسسوا فيه حضارة إسلامية كان أهم مظاهرها فى الحكم والإدارة والعمارة والثقافة.
وبداية من القرن السادس عشر الميلادى أصبحت قازان تحت الحكم الروسى، نتيجة حصار قازان عام 1552، غزا القيصر إيفان الرهيب المدينة، ونقل السكان الباقين بالقوة إلى مكان يبعد 50 كيلومترًا (31 ميلًا) عن المدينة، وفى عام 1708، ألغيت ولاية قازان، وأصبحت قازان عاصمة محافظة قازان، بعد زيارة بطرس الأكبر، أصبحت المدينة مركزًا لبناء سفن أسطول بحر قزوين.