مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … التعليم التبادلى

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

تابعت طوال السنوات الماضية تجربة كلية السياحة الأم بجامعة حلوان فيما يسمى بالتعليم التبادلى وتبعتها مؤخرا كلية السياحة بجامعة الإسكندرية ـ وهذا الشكل من التعليم إذا طبقناه فى معظم كلياتنا ومعظم جامعاتنا سيكون لمستوى التعليم الجامعى وخريجيه شأن آخر، وسيكتسب الطلاب مهارات عالية أثناء الدراسة، وسيكونون مؤهلين لسوق العمل بشكل غير مسبوق.

تابعت فكرة التعليم التبادلى هذا العام بالكليتين، وفوجئت بأن عدد المتقدمين للالتحاق بها يفوق 10 أضعاف عدد الطلاب المطلوب التحاقهم بهذا النوع من التعليم على الأقل، وتقوم فكرة التعليم التبادلى على اتفاق فى شكل بروتوكول تعاون يتم بين الكلية وبين شركات المواد الغذائية التى تحتاج لعمالة مناسبة لطبيعة النشاط الذى تقوم به، على أن يعمل طلاب الكلية بهذه الشركات طبقا لهذا البروتوكول فى إعداد المواد الغذائية وتقديمها للجمهور لمدة 4 أيام كل أسبوع، ويتواجد الطالب لمدة يوم واحد فقط فى الكلية لدراسة المواد العلمية، وأثناء عمل هؤلاء الطلاب بهذه الشركات يتدربون عمليا على كل ما تتم دراسته بالكلية، وفى المقابل تقوم هذه الشركات بسداد الرسوم الدراسية للطالب ويتحصل الطالب أيضا من الشركة على 2000 جنيه كل شهر مقابل عمله بها ـ وقد نجحت كلية السياحة بحلوان فى عقد هذا الاتفاق مع 6 شركات مواد غذائية حتى الآن، كما أبرمت كلية السياحة بالإسكندرية هذا الاتفاق مع شركة واحدة حتى الآن وقد نجح البرنامج نجاحا باهرا فى كلا الكليتين ، وأصبح الطلاب يتسابقون على الالتحاق به لكن طبقا للأعداد المحددة لكل برنامج مع الشركات المتعاونة مع الكلية فى هذا الشكل من التعليم التبادلى وطبقا لقدرة هذه الشركات فى استيعاب الأعداد التى تحتاجها فى عملية التدريب والتشغيل ـ وهنا يستفيد الأطراف الثلاثة ـ الطالب وشركة المواد الغذائية والكلية ـ فالشركات يصبح لديها عمالة رخيصة إلى حد ما حتى ولو حصل الطالب على 2000 جنيه فى الشهر مع سداد رسومه الدراسية، والطالب يتدرب عمليا على كل ما تتم دراسته فى تخصصه بالكلية وسيتم سداد رسومه الدراسية والعائد المادى الذى يتحصل عليه ـ والكلية تستفيد بتدريب طلابها وتوفير عائد مادى لها أيضا جراء سداد مصروفات الطلاب.

وهذا الشكل من التعليم قريب جدا من أفضل أنواع التعليم الفنى فى ألمانيا وهو التعليم الفنى المزدوج الذى يدرس الطالب فيه نصف مدة المدة المقررة له طوال سنوات دراسته بالمدرسة الفنية والنصف الآخر بالمصنع أو الشركة التى تتفق وتخصص الطالب، ومن هنا يكتسب الطالب خبرة عملية فائقة قد لا يستطيع الحصول فى مدرسته الفنية أو فى كلية السياحة المنتسب إليها فى ظل التعليم التبادلى ، ولهذا يؤكد د.السيد قنديل رئيس جامعة حلوان أننا لو طبقنا هذا الفكرة للتعليم التبادلى فى كثير من الكليات ليست السياحة فقط بل فى معظم الكليات طبقا لتخصص كل كلية ـ سيكتسب الطالب خبرة عملية تطبيقية تؤهله بالفعل لدخول سوق العمل بسرعة وهو على أعلى مستوى من الكفاءة ـ كما أن هذا الشكل من التعليم يتحمل كامل الرسوم الدراسية الخاصة بالطالب بالإضافة إلى حافز شهرى يجعله يتحصل على عائد مجهوده وهو مازال طالبا ـ قضية أضعها أمام كل رؤساء جامعات مصر لعل وعسى يفكرون فى كيفية الاستفادة من هذا الشكل من التعليم التبادلى الذى سينقل التعليم الجامعى كله نقلة كبيرة جدا لا يتخيلها أحد ، وستكون النتيجة بلا شك وجود خريجين على أعلى درجة من الكفاءة جاهزين لدخول سوق العمل فورا .
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى