الكاتبة الكورية الجنوبية “هان كانج” تفوز بجائزة نوبل فى الأدب 2024
صاحبة رواية النباتية المرأة رقم 18 في تاريخ الجائزة
كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية فوز الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانج بجائزة نوبل للآداب 2023.
فازت الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانج بجائزة نوبل للآداب 2024، وذلك بعدما أعلنت الأكاديمية السويدية اسمها، لتصبح الفائزة رقم 117، والمرأة رقم 18 بين الكاتبات الفائزات.
وجاء فى حيثيات فوز هان كانج بجائزة نوبل: “مُنحت جائزة نوبل فى الأدب لعام 2024 للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانج، عن نثرها الشعرى المكثف الذى يواجه الصدمات التاريخية ويكشف هشاشة الحياة الإنسانية”.
وجاء فى بيان الجائزة: “تواجه هان كانج في أعمالها صدمات تاريخية ومجموعات غير مرئية من القواعد، وتكشف في كل عمل من أعمالها عن هشاشة الحياة البشرية، لديها وعي فريد بالروابط بين الجسد والروح، الأحياء والأموات، وبأسلوبها الشعري والتجريبي أصبحت مبتدعة في النثر المعاصر”.
وقال السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية ماتس مالم بعد الإعلان عن فوز هان كانج، كاتبة كوريا الجنوبية، بجائزة نوبل فى الأدب عام 2024، إنه تمكن من التحدث مع هان كانج عبر الهاتف، “بدا الأمر وكأنها تعيش يومًا عاديًا، فقد انتهت للتو من تناول العشاء مع ابنها، ولم تكن مستعدة للإعلان عن أنها حصلت على الجائزة، لكننا بدأنا في مناقشة استعدادات حفل التكريم الذى سيقام خلال شهر ديسمبرالمقبل عندما سيتم منح هان جائزة نوبل”.
ومن جانبه قال أندرس أولسون، رئيس لجنة جائزة نوبل، إن “تعاطف هان مع حياة الضعفاء، والنساء في كثير من الأحيان، ملموس، ويعززه نثرها المشحون بالاستعارات، إنها تتمتع بوعي فريد بالارتباطات بين الجسد والروح، والأحياء والأموات، وبأسلوبها الشعري والتجريبي أصبحت مبتكرة في النثر المعاصر”.
وكتبت الكاتبة هان كانج العديد من الاعمال الأدبية، ولعل من أبرزها:
الكتاب الأبيض
هذه الرواية، تتحدث عن الأشياء التى يمكن القول إنها “بيضاء” فى حياتنا لكن أصابتها بعد ذلك ما يمكن أن نطلق عليه “شظية” تركت أثرها، حيث إنها فى الرواية رغبت فى الكتابة عن الأشياء التى فى داخلها، والتى لم تدمر بعد.
كما أن هذه الرواية تتحدث هان كانج، عن مأساة عائلاتها، وتقول: قضيت الخريف والشتاء عام 2014 فى وارسو، وكنت يوميا أمشى فى الشوارع غير المألوفة فى تلك المدينة، أعيد بناءها بعدما دمرت بنسبة 95% أثناء قصفها خلال الحرب العالمية الثانية، ومنها جاءت الفكرة لأنى كنت أريد الكتابة عن شخص يشبه المدينة، وفى يوم من الأيام أدركت أن هذا الشخص يجب أن يكون شقيقتى الرضيعة التى توفيت بعد ولادتها بساعتين، ولهذا قررت أن أحكى حكايتها، فكتبت هذا الكتاب ليكون أشبه بشكل من أشكال الصلاة التى تمس حواس الرؤية واللمس والسمع والشم
رواية النباتية
“النباتية” من الروايات التى فازت بجائزة البوكر الدولية للرواية المترجمة فى عام 2016، والتى نالت شهرة عالمية بسبب ذلك، ومن أسباب شهرة رواية “النباتية” أنها حينما وصلت إلى القائمة القصيرة فى جائزة البوكر الدولية عام 2016، كان من أشهر المنافسين الخمسة معها، فى هذه القائمة، الكاتب التركى أورهان باموق الحاصل على جائزة نوبل عام 2006، وقد حلت ضمن القائمة رواية النباتية للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانج وجاءت في المركز الثامن والأربعين.
فى رواية “النباتية” قدمت الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانج، قصة سريالية قاتمة عن امرأة تتوقف عن أكل اللحوم وتسعى إلى أن تتحول إلى شجرة فالبطلة يونج هاى، وهي زوجة مطيعة تعاني من كوابيس متكررة، قررت أن تتمرد على أعراف مجتمعها وتتخلى عن أكل اللحوم، الأمر الذي يثير مخاوف أسرتها من أنها تعانى من مرض عقلي.
وقبل أن تنال الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانج، والتى تدرس الكتابة الإبداعية فى معهد سول للآداب جائزة البوكر الدولية، حصلت على جوائز أدبية عدة فى كوريا الجنوبية عن روايتها، وتعد “النباتية” أول رواية للكاتبة تنشر بترجمة إنجليزية.
وحينما فازت رواية “النباتية” بجائزة البوكر الدولية عام 2016، قال رئيس لجنة التحكيم بويد تونكين: هذه الرواية المعقدة رائعة ومزعجة وسوف تظل عالقة لفترة طويلة فى الأذهان وربما فى أحلام القراء”.
فى رواية “النباتية” تقرر البطلة يونج هاى، وهى زوجة مطيعة تعانى من كوابيس متكررة، أن تتمرد على أعراف مجتمعها وتتخلى عن أكل اللحوم، الأمر الذى يثير مخاوف أسرتها من أنها تعانى من مرض عقلى.
وجرى منح جائزة نوبل لأول مرة في عام 1901، ظلت تمنح للكتاب الذكور، فمن بين 120 فائزاً لم يكن هناك سوى 17 امرأة، ولكن الأكاديمية قطعت خطوات واسعة فى هذا الصدد، حيث توجت ثماني نساء خلال السنوات العشرين الماضية.
وفي حين فاز 30 كاتبا باللغة الإنجليزية و16 كاتبا باللغة الفرنسية، لم يفز بالجائزة سوى كاتب عربي واحد، وهو الأديب المصري نجيب محفوظ عام 1988.
وتعود الخلافات حول جائزة نوبل إلى مؤسس الجوائز ألفريد بيرنهارد نوبل، باعتباره المخترع السويدي للديناميت والمتفجرات الأخرى، لم يكن لدى نوبل صورة عامة جيدة، وفي الواقع، عندما توفي شقيقه، خلطت إحدى الصحف الفرنسية بينه وبين ألفريد واستخدمت العنوان الرئيسي “مات تاجر الموت”، ثم ذكرت أن نوبل “أصبح ثريًا من خلال إيجاد طرق لقتل المزيد من الناس بشكل أسرع من أي وقت مضى”. ربما كان النعي المبكر هو ما دفع نوبل إلى إنشاء الجوائز التي تحمل الاسم نفسه من أجل تعزيز إرثه.
وفي حين أن معظم الناس يعتبرون جائزة نوبل شرفًا كبيرًا، فقد رفض اثنان من الفائزين الجائزة طوعًا، وهو جان بول سارتر، الذي رفض جميع الجوائز الرسمية، لم يقبل جائزة الأدب لعام 1964.
وفي عام 1974، انضم إليه لو دوك ثو، الذي تقاسم مع هنري كيسنجر جائزة السلام لعملهما في إنهاء حرب فيتنام. إلا أن ثو رفض قبولها، قائلا إن “السلام لم يتحقق بعد”.