سطور جريئة … الوزارة فى الميدان
بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
وصلتنى هذه الرسالة وهذا نصها:
إن ما يقوم به السيد محمد عبد اللطيف ونوابه بالوزارة حراك غير مسبوق فى تاريخ وزارة التربية والتعليم، فلأول مرة نرى وزيرًا يفتتح العام الدراسى فى مدارس قرى وأرياف الصعيد ونوابه الآخرين د.أيمن بهاء بمدارس القاهرة والجيزة ود.ضاهر بمدارس الدلتا وتعليمات لكل وكلاء الوزارات بالتواجد داخل المدارس وحل مشكلاتها فورًا وهو ما ترتب عليه من انضباط غير مسبوق فى جميع مدارس مصر، فكل القيادات بالمدارس تؤكد اهتمام الدولة بالتعليم، ولعل مشروع بداية الذى دعا إليه فخامة الرئيس لتنمية الإنسان ينطلق منها ولتكون بداية جديدة لتعليم أفضل لوطننا العزيز، بداية مبشرة لوزارة جديدة نحو تعليم أفضل.
وبقدر ما أحدثه هذا الوزير فى البداية من صدمة للمجتمع التربوى والعام لكون المعظم لم يسمع عنه قبلها إلا أننى ورغم مسايرتى للجميع فى الرأى وقتها خوفًا على مستقبل غامض للتعليم فى ظل عدم دراية بخلفيته العلمية والثقافية إلا أن متابعتى لأداء هذا الرجل خلال 8٠ يومًا من عمل الحكومة الجديدة جعلنى أغير رأيى وأقول إنه من أكثر وزراء الحكومة الجديدة نشاطًا، وأن هذا الرجل قد صنع صدمة فى مجتمع التعليم، وألقى حجرا فى مياهه الراكدة منذ سنوات، فاتخذ الكثير من القرارات التى ستغير وجه التعليم خلال السنوات القادمة، وسواء اعترض عليها البعض أو قبلها لكنها فى كل الأحوال تغير شكل المنظومة التعليمية لكن إنجازات هذا الرجل المتتالية فى هذه الفترة القصيرة كانت شاهدة على ذلك ومنها:
المتابعة الميدانية على أرض الواقع وزيارة العديد من المحافظات مع قيادات الوزارة لدراسة مشكلات التعليم من الميدان وليس من المكاتب المكيفة ولقاء الآلاف من مديرى المدارس بكل المحافظات فتلك خطوة مهمة ليشعر الجميع بمتابعة الوزارة واهتمامها بهم.
تغيير شكل الثانوية العامة من مقررات إجبارية تضاف للمجموع ومقررات لا تضاف للمجموع وهو ما سيخفف العبء على أبنائنا الطلاب وأولياء أمورهم. (بغض النظر عن اختلاف البعض حوّل ما يفترض أن يضاف للمجموع وما لا يضاف فأنا لا أناقشه الآن).
إصدار لائحة الانضباط المدرسى والتى طالبنا بها من سنوات لتنظم العلاقة بين جميع أطراف المنظومة التعليمية (الطالب والمدرسة وولى الأمر والمعلم).
سرعة تعيين ٣٠ ألف معلم وهو إنجاز كبير فى فترة محدودة والتعاقد مع ٥٠ ألف معلم بنظام الحصة ورفع قيمتها إلى خمسين جنيها وإصدار قرارات لصرفها شهريًا مما يرغب الخريجين فى العمل وكذلك النصاب الزائد للمعلم والتعاقد مع المحالين للمعاش، كل تلك الخطوات ستحل جزءًا كبيرًا من مشكلة العجز فى المعلمين.
حل مشكلة الكثافة الطلابية بالفصول بتقسيم المدرسة إلى فترتين صباحية ومسائية وهو حل عملى لحين بناء مدارس جديدة.
إعادة النظر فى نظام التقييم بالمدارس من الصف الثالث الابتدائى وحتى الثانى الثانوى ليسمح بوجود امتحانات شهرية وأعمال سنة ومواظبة وحضور وغيرها وهو ما سيعيد الطالب إلى المدرسة (ولكن فى نفس الوقت فى انتظار قرارات تنظم امتحانات الثانوية العامة وتغير شكلها لتلافى سلبياتها الحالية وأبرزها الغش).
إعادة الهيبة للغة العربية والتاريخ بجعلهما مقررات إجبارية لطلاب المدارس الدولية وبنسبة ٢٠ ٪ من المجموع الكلى وذلك للتأكيد على الهوية الوطنية لطلابنا وهو ما لم يجرؤ أحد على فعله قبل ذلك.
كل تلك الإجراءات تمت خلال شهرين فقط وإذا ما أحسن تطبيقها أظن أنها ستحدث نقلة كبيرة فى مجال التعليم المصرى وهو ما نتمناه.
د.عادل النجدى ـ العميد الأسبق لكلية التربية جامعة أسيوط
[email protected]