تعالى معانا رحلة نيلية في أسوان.. من مقبرة الأغاخان لجزيرة ألفينتن
أسوان، المدينة الجنوبية الساحرة، بلدة تمتاز بجاذبيتها الفريدة وعبق البلح الذي يملأ هواؤها، مياهها الهادئة وسماؤها الصافية. هي مدينة التاريخ والثقافة والجمال، اشتهرت بآثارها الفرعونية ومعابدها القديمة الضخمة، إلى جانب مناظرها الطبيعية الخلابة التي تمتد على ضفاف النيل وتحت سماء زرقاء صافية. بطقسها الدافئ والعذب، تأسر أسوان القلوب. وفي رحلة نيلية رائعة، يصحب ميدو بكر، مرشد سياحي من أهل النوبة.
ميدو بكر المرشد السياحى والحاج أحمد المراكبي
استقلينا مركبا نيلية من أسوان، في تمام الساعة الثانية ظهرًا، كانت درجات الحرارة قد ارتفعت بعض الشيء، ولكن لوجودنا داخل مياه النيل كان الجو معتدلا، بدأت رحلتنا من مرسى أمام مقر محافظة أسوان. وقال المرشد السياحي: “أسوان الأرض الطيبة أرض الذهب لوجود أكبر منجم للذهب في منطقة بجنوب المدينة. ومياه النيل في أسوان تختلف كليًا عن أى مكان آخر داخل جمهورية مصر العربية، ستشعر بجمال النيل وبيئته النظيفة الصافية فيمكن لأى أحد أن يمد يده ويشرب مياه نظيفه صافية، وأجمل ما في أسوان أنها متعددة الأماكن السياحية ليس فقط آثار فرعونية ولكن هنا جزر ومحميات طبيعة والسد العالى، والقرى النوبية التى تعيش كما هى بالفطرتها الطبيعية”.
مركب شراعية في أسوان
أول ما شاهدنا في الرحلة النيلية مقبرة الأغاخان محمد شاه من أصول بكستانية على هندية، للأغا خان حكاية جميلة في أسوان، فقد أصابه مرض شديد في العظام ووصف الأطباء له رمال أسوان كى يدفن جسمه فيها لسحب الرطوبة منها، وبالفعل جاء إلى مصر وفعل ما طلبه من الأطباء حتى تم شفاؤه وأصبح يمشي على قدميه بعد ما كان يجلس على كرسي، فأحب أسوان وقرر أن يعيش فيها وبالفعل بنى قصرًا له ومقبرة في المكان الذى كان يعالج فيه، وأوصى زوجته وحبيبته أم حبيبة أن يدفن فيها، ونفذت زوجته وصية زوجها، لأن بينهما قصة حب شديدة كانت تضع وردة حمراء على قبره كل يوم حتى يوم وفاتها.
مقبرة الاغا محمد خان
ومن الأماكن الجميلة والجذابة التى مررنا بها محمية سالوجة وغزال، يقول “بكر ” عن هذا المكان: تتميز محمية جزر سالوجا وغزال بمناظرها الخلابة وحيث تعتبر أصغر المحميات الطبيعية بمصر، وتقع على بعد حوالى 3 كم شمال خزان أسوان وتعد بيئة فريدة ومتميزة بكسائها الأخضر الطبيعى. المحمية تتفرد بالتنوع النباتى رغم صغر مساحة المحمية، يبلغ عدد الأنواع النباتية بداخلها أكثر من 120 نوعاً، أهمها أشجار السنط وهى “القرض، والسيال، والخشب، والطلح، والخروب”، وأشجار الحنة والنبق والعبل والبوص. تتميز هذه المحمية بوجود أكثر من 60 نوعا من الطيور النادرة والمهددة بالانقراض.
وأشار المرشد السياحي خلال الرحلة إلى جمال الصخور الجرانيتية الموجودة داخل نهر النيل، وأوضح أن المحمية تقع بين ست جنادل موجودة فى مصر والسودان، وتابع: تاريخ الصخور الجرانيتية يعود عمرها إلى أكثر من 500 مليون سنة، ويميزها لمعانها.
ومن الأماكن الأثرية ذات الطبيعة الخلابة التى مررنا أمامها جزيرة “ألفنتين” هى من الجزر الفريدة المطلة على نهر النيل، لاحتوائها على مجموعة من الكنوز الأثرية الهامة الجزيرة يطلق عليها “سفينة الاثار وجوهرة الجنوب، حيث كانت مركز لتجارة العاج الإفريقى ولذلك سمية “ألفينتن” نسبة لعاج سن الفيل باللغة اليونانية.
أثناء مرورونا في نهر النيل نرى ضفافه التى يهرع إليها السائحين وأهل المدينة هاربين من درجات الحرارة المرتفعة، ويكمل المرشد السياحي حديثه: من الأماكن الجميلة والجذابة والمحتفظة بجمالها وطبيعتها البدائية جزير غرب سهيل، والتى كانت نهاية رحلتنا في تلك القرية النوبية، أنشئت القرية منذ ما يقرب من مائة عام، كانت البداية حين شرعوا في بناء خزان أسوان القديم عام 1902، وثم تعليته الأولى عام 1912، أبناء القرية يعملون فى مجال السياحة، فقد استطاع أهالى القرية تحويل منازلهم التى يقيمون فيها إلى لوحة فنية جذابة بألوان زاهية، كما استطاعوا تربية التماسيح النيلية بداخل المنازل حيث يحرص السائحون على التقاط الصور التذكارية مع التماسيح الصغيرة، وإطعامها، كما أن القرية النوبية مشهورة بالأشغال اليدوية الجذابة .