مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … جريمة مكتملة الأركان

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

أرسل لنا د. أيمن بهاء نائب وزير التربية والتعليم هذه الرسالة تعليقًا على مقال الأسبوع الماضى «مرة أخرى.. المدارس الدولية» والذى أبديت فيه تعجبى من اعتراض بعض أولياء أمور طلاب المدارس الدولية على قرارات وزير التربية والتعليم السيد محمد عبد اللطيف الخاصة بالمدارس الدولية والتى سيتم فيها بدءًا من هذا العام وحفاظًا على الهوية الوطنية والدينية والثقافة التاريخية والجغرافية للطالب بلغة وتاريخ بلده إلزام هذه المدارس بتدريس مادة اللغة العربية والدين بها بدءًا من الصف الأول الابتدائى أو المستوى الأول وأن تكون درجات هذه المادة ضمن مجموع درجات الطالب الأساسية وكذلك تدريس مادة التربية الدينية ـ وبدءًا من الصف الثالث الابتدائى وحتى الصف الثالث الإعدادى (المستوى العاشر) تدريس مادتى اللغة العربية والدراسات الاجتماعية وتخصيص 20% من مجموع درجات هذه المدارس لهاتين المادتين بعد إدماجهما فى المجموع الأساسى، وفى العام القادم تطبيق ذلك على طلاب المرحلة الثانوية بإدماج مادتى التاريخ واللغة العربية ضمن مجموع درجات هذه المدارس بنسبة 20%.

وقد انتقدت بشدة فى مقالى السبت الماضى اعتراض بعض أولياء الأمور على هذه القرارات التى تمس ثقافتنا وهويتنا وأمننا القومى أيضًا ـ واتفق معى د. أيمن بهاء نائب وزير التربية والتعليم فى ذلك تمامًا وقال فى رسالته: إننى أتعجب أن يصل طالب مصرى لسنة أولى إعدادى وهو لا يحسن اللغة العربية فى مستوى هذه المدارس ولا يعلم عن تاريخ وجغرافيا بلده ما يمكنه من اجتياز امتحان بسيط فيها وأرى أن هذه جريمة مكتملة الأركان ساهم فيها الجميع وأولهم ولى أمر هذا الطالب ـ كما أن هذه غلطة المدرسة ذاتها ومخالفة صريحة لترخيصها الذى حصلت عليه للعمل داخل جمهورية مصر العربية ويجب أن تحاسب عليه.

وبدأ نائب وزير التربية والتعليم يطرح أسئلة استنكارية فى رسالته قائلاً: هل لو وصل الطالب لهذه السن وكان مستواه ضعيفًا فى اللغة الإنجليزية أو الحساب سيقف الأهل مكتوفى الأيدى؟ أم سيسعون لتحسين مستواه؟ كما نفى د. أيمن بهاء أن يكون دخول هذه المواد سيؤثر على مجموع الطالب عند دخوله الجامعة فى مقابل زميله طالب الثانوية العامة لأن لطلاب هذه الشهادات الدولية والأجنبية تنسيقًا خاصًا بهم ويتنافس فيه طلاب كل شهادة دولية فقط فيما بينهم وليس مع أى شهادة أخرى وفى مقدمتها الثانوية العامة، ومخصص لطلاب هذه الشهادات الدولية والأجنبية مقاعد منفصلة فى كل كلية وجامعة بنسبة معينة مقارنة بنسبتهم لطلاب الثانوية العامة وبقرارات نظمها منذ سنوات طويلة المجلس الأعلى للجامعات، وهم لا يتنافسون مع بعضهم وبالتالى فإن مستوى الطالب فى تلك المواد المدمجة لأول مرة فى مجموع شهاداته يجب مقارنته بزملائه فقط فى نفس الشهادة وليس مع شهادة أخرى والمفروض أنهم متقاربون.

وردًا على من يقول من أولياء أمور طلاب هذه المدارس الدولية إن مادة اللغة العربية كانت موجودة لكنها كانت مادة رسوب ونجاح وكان ذلك كافيًا ـ أقول إن هذا غير صحيح فقد كانت شرطًا للتخرج من الجامعة وليس دخولها، وكان يسمح للأسف لطالب الشهادة الدولية بدخول الجامعة حتى ولو لم يتقدم لاختبار اللغة العربية والتربية الدينية والوطنية وكان يجب عليه فقط اختيارهما قبل تخرجه من الجامعة ـ وهنا تساءل نائب وزير التربية والتعليم مستنكرًا: هل هذا يحدث مع طالب الثانوية العامة؟ وهل تعتبر اللغة الإنجليزية مجرد مادة رسوب ونجاح عنده ونسمح له بدخول الجامعة حتى وهو راسب فيها؟

اتقوا الله فى بلدكم، ولغتكم لغة القرآن وتاريخكم ـ فتدريس هذه المواد ضمن المجموع ليست جريمة بل الجريمة هى عدم تدريسها إجباريًا فى كل مدارسنا دون تفرقة.
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى