تقارير

ا.د فتحي الشرقاوي يكتب .. التعليم..ليس مقررات ومناهج فقط

بقلم ا.د فتحي الشرقاوي

من الذي قد يدفع بمجموعة من الطلاب للمشاجرة البدنية وما يعقبها من تحطيم وتكسير واتلاف لمحتويات مدرسة ما من أثاث وغيره، قد لا تصيبنا الدهشه إذا ما رأينا ذلك المشهد المؤسف في أحد الازقة والحواري والشوارع

لكن كوننا نراه رؤية العين داخل أحد مدارسنا المعنيه في المقام الأول والأخير بتعليم الطلاب واكسابهم المعارف وبث القيم والمبادئ الانسانية في نفوسهم، حينئذ ستكون المعاني والدلات جد كبيره…وسوف تطالعناأصوات حنجوريه تدعي أنها حالات فردية ،فأعاجلهم القول بأن المقام لا يتسع هنا لذكر الكثير من حالات العنف التي وقعت بين الطلاب داخل المدارس، حيث انفلتت الأمور بين الطلاب للضرب والايزاء البدني بل وإحداث عاهات جسدية ، السؤال هل لازلنا على إعتقادنا القديم البالي الممعن في الضيق أن المدرسة مكان لتحصيل العلوم فقط وبالتالي يصبح جل تركيزنا على مجرد حضور الطالب والشرح والتقييم فقط ثم حصول الطالب على إجازة التخرج أو الانتقال للصفوف الأعلى، هل وضعنا في الإعتبار جملة من المحددات التي تدعم سعينا نحو الارتقاء بجوانب التربيه للطالب وليس تعليمه المعارف فقط، سيطالعنا البعض كالعادة أن تربية الطالب ليست مهمة أصيله للمدرسة،بقدر كونها أحد روافد التربية المسؤله عن تنشئة الطالب تربويا واخلاقيا ودينيا وسلوكيا، مثل الأسرة والخطاب الإعلامي والخطاب الديني والخطاب الاقتصادي ،كلها خطابات معنية بالتربية. وليس المدرسة وحدها، أن هذا التفسير المطلق في حال التسليم به سيجعل كل مسؤل عن ملفات تلك الخطابات سيلقي بمبررات فشله على الخطابات الأخرى، واتهامها بإخراج المنتج السلبي الذي يتناحرون بشأنه( المستوى التربوي والاخلاقي الهزيل للطالب) فوزير التعليم سيشير إلى تردي بقية الخطابات( انا مش مسؤل عن طالب تم تربيته أسريا بشكل خاطئ) والاباء والأمهات المسؤلين عن الخطاب الأسري سيقولون تلك مهمة المدرسة التي يقضي فيها الطالب ثلث وقته تقريبا ،وكذلك الإعلاميين ورجال الدين..الخ وبين هذا التبرير من احدهم وذاك التبرير من الاخرين تفرق الدم وسط القبائل كما يقولون لكي نصطدم في نهاية النفق بالسؤال الكيفي..وماذا بعد ،كيف يمكننا حدوث تلك المقاربة بين روافد تربية الطلاب وتنشئتهم بعيدا عن التشرزم والانغراق في لغة إدانة الاغيار واتهامهم، الحل في اعتقادنا يتعدى حدود كل خطاب بمفرده، وإنما اجتماع مسؤلي كل تلك الخطابات( الوزراء) على مائدة واحده للتنسيق والتعاون ووضع الأهداف ومن سبل تحقيقها وتقيمها، هل هذا أمر عسير على مجتمع يضم بين طياته مخزون من العلماء والباحثين ،لو وزعناهم على جيراننا في البلدان المحيطة بنا اقليميا،لأكفاهم وعاد الباقي إلينا مرة أخرى،أنها الإرادة ياسادةو للحديث بقية إن كان في العمر بقية

مجردخاطره
ا.د.فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس جامعة عين شمس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى