سطور جريئة … العربى والتاريخ بالمدارس الدولية
بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
فى مجمل القرارات الجريئة التى اتخذها وزير التربية والتعليم الجديد والتى قلب فيها الأمور رأسا على عقب فى أيام معدودات وأحدثت حراكا كبيرا فى قطاع التعليم فى مختلف مراحله بصورة لم نعهدها من قبل فى أى وزير تربية وتعليم سابق..
وتم هذا بعد زيارات متعددة له لمختلف المحافظات والاستماع لكل الآراء، ثم قرارات جريئة مدروسة شملت كل ما هو فى صالح العملية التعليمية سواء بالنسبة للطلاب أو لأولياء الأمور، وكذلك وضع الآليات التى ستعيد الطالب والمدرس إلى المدرسة مرة أخرى، والعمل بالإمكانات المتاحة على سد الجزء الأكبر من المدرسين الذى تفاقم بشكل كبير وخطير أيضا..
وبعد كل هذا سيعلن الوزير اليوم قرارات أخرى جريئة تخص تدريس المقررات بالمدارس الدولية والتى وصل عددها إلى ما يقرب من 800 مدرسة والتى انتشرت بشكل كبير فى المجتمع لهدف أساسى هو الوجاهة الاجتماعية والبحث عن تعليم أجنبى جعل الطالب المصرى لا يستطيع التحدث بلغة بلده الأم وهى اللغة العربية بشكل سليم، ولا يعرف شيئا عن تاريخ بلده الممتد من التاريخ القديم وحتى التاريخ الحديث، ولا يعرف شيئا عن الدين أيضا لأن كل هذه المواد يتم تدريسها كقشور ودون اكتراث فى المدارس الدولية لأنها إذا فرض وتم تدريسها لا تكون درجات الامتحان فيها ضمن درجات المجموع الأساسى لهذه المدارس، وبالتالى لا يهتم بها الطلاب؛ ولذلك أصبحنا نشاهد نوعية من طلاب هذه المدارس ـ وأنا لمستها بنفسى فى محاضراتى بمختلف الجامعات ـ نوعية ممسوخة ضحلة الثقافة العامة فى تاريخ بلدها وفى الأمور الدينية وتميزها فقط فى التحدث بطلاقة باللغة الإنجليزية بثقافات أجنبية كرستها هذه المدارس فى نفوس هؤلاء الطلاب، ولمَ لا بعد أن تراوحت رسوم هذه المدارس ما بين 70 إلى إلى أكثر من 250 ألف جنيه !!
لذلك سعدت جدا بالقرارات التى أعلنها أمس وزير التربية والتعليم والتى تقضى بتدريس مادة اللغة العربية والدين بدءا من الصف الثالث الابتدائى هذا العام بهذه المدارس وحتى نهاية المرحلة الإعدادية كمادة إجبارية تضاف درجاتها للمجموع الكلى للدرجات بالمدرسة، وأن يبدأ التلميذ فى دراسة مادة الدراسات الاجتماعية (جغرافيا وتاريخ) بدءا من الصف الرابع الابتدائى وحتى نهاية المرحلة الإعدادية ويكون الامتحان بها إجباريا ودرجاتها تضاف للمجموع.
أما المرحلة الثانوية بسنواتها الثلاث فقد تأجل تطبيق ذلك عليها فى جعل مادتى اللغة العربية والتاريخ ضمن المجموع حتى العام الدراسى القادم 2025/2026 حتى يتم إعداد المقرر المناسب لهم.
لذلك فإننى أحيى مرة أخرى وزير التربية والتعليم فى قراره الجديد بعد أن تسببت هذه المدارس الدولية فى ضعف الروابط المجتمعية وتراجع الاهتمام بتدريس المواد القومية، من لغة عربية وتاريخ ودين وجغرافيا وتربية وطنية مما أثر على تشكيل الشخصية المصرية. وأصبح التركيز فقط على الدراسة باللغة الأم للمدرسة الدولية، سواء أكانت الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية أو غيرها من اللغات، مما أدى إلى تراجع الاهتمام باللغة العربية، كما استطاعت هذه المدارس الدولية أن تؤصل للتمايز وأصبح المجتمع إزاء فئتين مختلفتين من حيث المحتوى التعليمى الذى تلقونه، والثقافة التى احتكوا بها داخل وطن واحد، وهو ما انعكس على فكر وسلوك كل فئة. كما أن التفاوت بين خريجى المدارس الدولية والمدارس الأخرى لم يتوقف على المظهر الاجتماعى والمادى والتعليمى فقط، بل امتد ليشمل التفاوت فى نظرة المجتمع للطرفين؛ حيث أعطت المدارس الدولية أولوية لخريجيها فى تولِّى الوظائف على حساب معايير الكفاءة، فى بعض الأحيان.
تحية إلى وزير التربية والتعليم الجديد.
[email protected]