مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … برافو وزير التعليم العالى

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

نعم أقولها لكلا الوزيرين ـ محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم ـ ود.أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى بعد أن قرر كل منهما أن يتصفا بالشجاعة فى اتخاذ القرار فى الفترة الأخيرة فى مواجهة القضايا الصعبة التى ستغير شكل التعليم العام والجامعى فى مصر بعد التصدى لهذه القضايا والعمل على حل أى مشكلات بشأنها ـ بدأها وزير التربية والتعليم بقراراته الأخيرة بإعادة هيكلة مرحلة الثانوية العامة والعمل على عودة الطالب والمدرس للمدرسة بعد أن هجرها الطرفان من أجل الدروس الخصوصية، وتفعيل درجات للغياب والحضور والمواظبة والامتحانات الشهرية وتخصيص 40% من درجات الطالب فى كل مراحل النقل لهذه الأنشطة، والعمل أيضا على تقليل كثافة الفصول وسد العجز إن أمكن من المدرسين، وقد تسبب هذا فى دخوله فى صدام غير مباشر مع أباطرة الدروس الخصوصية ومع تجار الكتب الخارجية ـ نعم هى حلول جزئية الآن فى ظل المتاح من الإمكانات لكننا بدأنا فى تحريك المياه الراكدة بشجاعة ويحتاج لمساندة الدولة كلها له حتى ينجح فى مهمته.

وهذا ما حدث أيضا هذا الأسبوع من جانب د.أيمن عاشور وزير التعليم العالى ومعه المجلس الأعلى للجامعات عندما قرروا بشجاعة كبيرة تخفيض عدد المقبولين بكل الكليات النظرية بالجامعات الحكومية بنسبة 25% على الأقل ـ وهى القضية التى كتبت فيها مرارا وتكرارا على مدى الشهور الماضية قبل اتخاذ هذا القرار ـ وما تقرر أيضا من تقليل عدد الملتحقين بنظام الانتساب الموجه الذى كان قد تحول إلى «سبة» فى جبين التعليم الجامعى فى مصر ووسيلة لبيع الشهادات فقط، وعدم وجود أى مظهر من مظاهر التعليم فى هذا الشكل، ولذلك تقرر هذا التخفيض الذى يصل إلى حوالى 30% تمهيدا لإلغائه.

قرر وزير التعليم العالى ذلك تنفيذا للتوجيه الرئاسى بتخفيض أعداد المقبولين بالكليات النظرية بعد أن زادت بشكل كبير نسبة البطالة بين خريجى هذه الكليات، وحث الطلاب على الالتحاق بالكليات والبرامج التطبيقية التى يحتاجها بالفعل سوق العمل خاصة بعد أن أصبح لدينا مئات البرامج التطبيقية فى مختلف الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية، وأصبح لدينا جامعات أهلية يوجد فى 90% من برامجها برامج تطبيقية ـ ولهذا حان وقت المواجهة بقوة لمختلف قضايا التعليم المعقدة التى ظلت بلا حراك سنوات طويلة حتى استحكمت حلقاتها، وجاء وقت تصحيح المسار، والتطوير، والنهوض بأهم ركيزة فى المجتمع وهى التعليم، خاصة بعد أن وصل عدد جامعاتنا إلى حوالى 108 جامعات وأصبحت كل فرص وتخصصات التعليم العالى متاحة أمام جميع الطلاب، ولم يعد هناك أى تفكير لأن يتجه أى طالب للخارج لدراسة التخصص الذى يريده ـ فقد وفرت لك دولتك كل التخصصات المطلوبة، وأصبح المطلوب منك فقط هو الجد والاجتهاد والتميز حتى تؤهل نفسك بشكل جيد لسوق العمل ـ وأعتقد أنه بتكامل جهود الوزيرين فى الوقت الحالى سوف نشهد قريبا وقريبا جدا نهوضا كبيرا للعملية التعليمية فى كل مراحلها بدءا من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة.
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى