من الثانوية للكلية.. نصائح نفسية واجتماعية للأسر والطلاب فى سنة أولى جامعة
تعد السنة الأولى فى الجامعة من المحطات المهمة فى حياة كل إنسان، فهى بداية اتخاذ القرار وتحمل المسئولية والشعور بالاستقلال والحرية، وهنا يأتى دور الأسرة فى توجيه أبنائهم فى فهم الاختلاف بين الحرية المسئولة والحرية السلبية التى لا يرى فيها الطالب إلا مصلحته الشخصية فقط، ومن خلال هذا التقرير نستعرض لكم بعض النصائح النفسية والاجتماعية للأسر والطلاب فى سنة أولى جامعة.
دليلك لتجنب مشاكل سنة أولى جامعة والحفاظ على توازنك النفسى
قدمت ريهام عبد الرحمن أخصائى الإرشاد النفسى والأسرى والتربوى، مجموعة من النصائح المهمة للأسر والطلاب المقبلين على أولى سنوات الجامعة، بهدف الحفاظ على التوازن النفسى والشخصى، وتجاوز رهبة اليوم الأول فى الجامعة.
النضج الانفعالى
تعتبر مرحلة الالتحاق بالجامعة بداية جديدة ومهمة فى حياة الإنسان، حيث تنتهى فترة المراهقة المتوسطة وتبدأ مرحلة المراهقة المتأخرة، فى هذه الفترة قد يواجه بعض الطلاب تحديات تتعلق بالنضج الانفعالى، مثل التسرع فى اتخاذ القرارات، العصبية، والانخراط فى علاقات عاطفية مرهقة وغير محسوبة، لذلك، من الضرورى أن يمنح الطلاب أنفسهم الوقت لفهم مشاعرهم واختيار القرارات الصائبة.
التوجيه والإرشاد
تشدد أخصائى الإرشاد النفسى على أهمية دور الأسرة فى الأيام الأولى من الدراسة الجامعية، من خلال الجلوس مع الطالب ومناقشته حول طبيعة الحياة الجامعية واختلاف الثقافات والبيئات، كما توصى بمساعدة الطالب فى اختيار التخصص المناسب لميوله، وزيارة الجامعة مسبقًا لاستكشاف مرافقها وإزالة أى شعور بالخوف أو الرهبة.
كن نفسك
وتؤكد أخصائى الإرشاد النفسى أهمية تجنب الطلاب للتقليد، الذى يمكن أن يؤدى إلى فقدان الثقة بالنفس، فى الحياة الجامعية، فقد يجد الطالب نفسه يميل إلى تقليد زملائه فى مظهرهم أو سلوكهم، مما قد لا يتناسب مع شخصيته، لذا تنصح ريهام بأن يكون الطالب نفسه، وأن يظهر قيمه وأخلاقه وعلمه بدلا من محاولة تقليد الآخرين.
الإنصات والاهتمام
تلعب الأسرة دورًا مهمًا فى دعم الأبناء الجامعيين من خلال الإنصات لمشاكلهم وتفهم مشاعرهم، هذا الدعم يساعد الطلاب فى تجاوز الأزمات النفسية التى قد تنشأ نتيجة التحديات الجامعية، ويساهم فى استمرار تفوقهم الدراسى.
التفوق الدراسى
سنة أولى جامعة تعد مرحلة مليئة بالتحديات، إذ تختلف بشكل كبير عن الدراسة الثانوية، فقد يواجه الطالب صعوبة فى معرفة كيفية تنظيم وقته أو الاستفادة من المحاضرات، لذا من المهم توجيه الطلاب لحضور المحاضرات بانتظام والبدء فى الدراسة منذ بداية العام، بالإضافة إلى فهم طريقة وضع الأسئلة من قبل الدكاترة.
سوق العمل
وأضافة ريهام أخصائى الإرشاد النفسى: الطالب الجامعى الناجح لا يقتصر على دراسة المقررات الدراسية فقط، بل يسعى لاكتساب المهارات الحياتية واللغات التى تؤهله لسوق العمل، ما يساهم فى بناء شخصيته بشكل متكامل.
ممارسة الهوايات
أخيرًا الحياة الجامعية لا تقتصر على الدراسة فقط، بل هى فرصة للتعرف على الهوايات المفضلة من خلال المشاركة فى الأنشطة الطلابية، مثل اتحاد الطلبة أو المسرح الجامعى، معرفة الهوايات المفضلة يمكن أن تسهم فى تحقيق النجاح الشخصى والأكاديمى.
وصايا مهمة للأسرة فى التعامل مع الأبناء عند انتقالهم من المدرسة إلى الجامعة
من جانبها تلفت شيماء عراقى استشارى تعديل السلوك أنظار الأهالى إلى بعض الوصايا الهامة عند التعامل مع أبنائهم الذين ينتقلون من مرحلة المدرسة إلى المرحلة الجامعية، ليساعدونهم على التأقلم فى المرحلة الجديدة ويسمحوا لهم بتطور شخصيتهم.
وفيما يتعلق بتخفيف الضغط، يُنصح بعدم الضغط على الطالب بالمذاكرة وعدم التدخل فى طريقته الدراسية، نظرًا لاختلاف التعليم الجامعى بشكل كبير عن الثانوية العامة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تفهم طبيعة الدراسة الجامعية، حيث يحتاج الطلاب إلى تكوين صداقات وزملاء فى الفرق الدراسية، مما يتطلب التواصل المستمر مع الزملاء، خاصة بسبب التعاون داخل المحاضرات.
ينصح أيضًا بترك حرية اختيار الملابس للطلاب، وعدم إجبارهم على ارتداء ملابس محددة للجامعة، مما يتيح لهم الفرصة لاختيار ما يناسبهم ويعزز شعورهم بالاستقلالية.
كما شددت استشارى تعديل السلوك على ضرورة تشجيع الاعتماد على النفس من خلال ترك الطلاب يعتمدون على أنفسهم فى الوصول إلى الجامعة وعدم توصيلهم أو انتظارهم من قبل الأسرة.
من جهة أخرى يُنصح بعدم فرض السندوتشات على الطالب، وبدلاً من ذلك، يجب تزويده بمصروف شخصى كبديل، خاصة أن العديد من الطلاب يرفضون أخذ طعام من المنزل وقد يشعرون بالخجل أو يتعرضون للتنمر بسببه.
من المهم أيضًا تقبل استقلالية الطالب عن الأسرة وتحديد ملامح شخصيته، واحترام رغباته فى اختيار ما يستطيع النجاح فيه من الجامعات بما يتناسب مع أحلامه وطموحاته.
وينبغى كذلك تفهم تأخير الطالب عن المواعيد، حيث قد تتأخر بعض المحاضرات، مع المتابعة بحرص دون فرض قيود صارمة.
أخيرًا يُنصح بمنح مساحة للطالب وعدم التدخل المفرط من الأسرة فى اختيار زملائه وأصدقائه، مع تقديم النصح دون إجبارهم على اختيار صداقات معينة، يُضاف إلى ذلك التحذير من الانخراط فى العلاقات العاطفية غير المناسبة، والتأكيد على أهمية الاحترام المتبادل بين الجنسين داخل الحرم الجامعى.