مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … أروح فين بالمجموع ده؟

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

عزيزى طالب الثانوية العامة الذى تستعد الآن لبدء مرحلة جديدة من حياتك وتحدد فيها مستقبلك عندما ستبدأ تحديد الكليات التى ستسجلها فى مكتب تنسيق القبول بالجامعات ـ وهى لحظة فارقة وليست سهلة لأنها سيترتب عليها نتائج خطيرة فى حياتك وستحدد لك المسار الذى ستسير فيه بعد تخرجك من الجامعة بناءً على التخصص الذى ستدرسه.

أرجو أن يكون اختيارك للكلية التى ستلتحق بها قائمًا على رغبتك أنت الشخصية فى دراسة تخصصها بشكل أساسى ولا يكون اختيارك لهذه الكلية لأنك تريد أنت وأسرتك كلية لها من وجهة نظرك ونظرهم نوع من الوجاهة الاجتماعية بصرف النظر أنك تحب دراستها من عدمه ـ أنت الذى ستجنى نتيجة اختيارك ـ فإذا كنت تريد بالفعل وبقوة دراسة أى من كليات القطاع ا لطبى مثلًا فأهلًا وسهلًا سجل رغباتك فى هذا الاتجاه ـ أما إذا كنت تريد بقوة أيضًا دراسة تخصص آخر فخد قرارك ولا تتأثر بكلام أى أحد آخر ـ ولا تفكر فى الالتحاق بأى كلية «استخسارًا للمجموع ـ ولا تكن أسئلتك للآخرين «هو المجموع ده يودينى فين؟» مهما كان حجم مجموعك فى الثانوية العامة، لأن المجموع لا يُعبر عن رغبتك فى دراسة تخصص ما بل هو وسيلة للالتحاق فقط بالكلية التى ترغب دراستها بشدة.

إذا التحقت بأى كلية لا يشار إليها أنها من «كليات القمة» كما يقولون ـ وإن كان هذا تعبير خاطئ، لأنه لا يوجد كليات قمة وكليات قاع ـ فتوكل على الله وستحقق فيها أنت «القمة» بتفوقك، وقد تكون عضو هيئة تدريس بها بعد ذلك ـ كما أنك لو خرجت إلى سوق العمل بعد أن تميزت فى دراسة تخصصها ستكون إنسانًا فاعلًا به، ومتميزًا، وستعمل طوال حياتك على تطوير نفسك فى هذا التخصص الذى درسته بالجامعة بناء على رغبتك.

لا تجعل الكليات النظرية بمثابة «الجراج» الذى ستذهب إليه إذا لم توفق فى الالتحاق بأى من كليات المجموعة الطبية على سبيل المثال أو مجموعة الهندسة، خاصة إذا كنت من طلاب علمى علوم أو علمى رياضة ـ فكر فى الكليات التطبيقية الأخرى فى مختلف الجامعات خاصة وأنه قد أصبح لدينا جامعات أهلية حكومية مليئة بهذه البرامج التطبيقية وكذلك الجامعات التكنولوجية التى تؤهل الطالب لأن يدرس تخصصات تطبيقية يحتاجها بالفعل سوق العمل سواء فى مجال الحاسبات والكمبيوتر والبرمجة والذكاء الاصطناعى أو إعداد البيانات وغيرها ـ أقول هذا إذا كنت ترغب دراسة ذلك بالفعل ـ فرغبتك فى دراسة التخصص هو الأساس عندى قبل كل شىء ـ وأقول هذا بعد أن أصبح 72% من الحاصلين على الثانوية العامة مكدسين بالكليات النظرية سواء من طلاب العلمى بشعبتيه أو من طلاب القسم الأدبى ـ فهل هذا معقول؟

أما رسالتى الثانية فهى لأسرة كل طالب ـ أرجوكم اعطوا الفرصة لأبنائكم بأن يختاروا ما يحبونه من دراسة ويرتبوا رغباتهم فى مكتب التنسيق بناءً على ميولهم هم وليس بناء على رغباتكم ـ لأنه هو الذى سيدرس، وهو الذى سيتخرج، وهو الذى سيعمل بعد ذلك فى التخصص الذى اختاره ـ لا تدفعوا أبناءكم إلى كليات قد لا يرغبون الدراسة فيها حتى لا تندموا بعد ذلك إذا تعثر فى الدراسة ـ أو مارس بعد ذلك مهنة فرضت عليه وهو لا يحبها.. اللهم بلغت، اللهم فاشهد.
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى