كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
قامت السلطات الإيرانية باعتقال أكثر من 20 شخصا بينهم ضباط استخبارات كبار ومسئولون عسكريون وموظفون في دار ضيافة عسكرية في طهران ردا على الخرق الأمني الكبير والمهين الذي مكّن من اغتيال إسماعيل هنية.
وجاءت الاعتقالات التي طالت مسئولين أمنيين كبار بعد مقتل هنية في انفجار في دار ضيافة تابعة للحرس الثوري بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
ويبرز حجم الاستجابة لاغتيال هنية مدى فداحة الإخفاق الأمني الذي تعرضت له القيادة الإيرانية. فقد وقع الحادث في مجمع شديد الحراسة بقلب العاصمة وذلك بعد ساعات قليلة فقط من أداء رئيس البلاد الجديد لليمين.
وقال مسئولون في الشرق الأوسط وفي إيران إن الانفجار القاتل كان نتيجة قنبلة زُرعت في غرفة هنية قبل وصوله بنحو شهرين وهو ما كذيه الحرس الثوري الايراني في بيان رسمي واثبت ان عملية الاغتيال تمت بمقذوف قصير المدي
حمّل مسئولون إيرانيون وحماس إسرائيل مسئولة عن الاغتيال وهو تقييم توصل إليه أيضا عدة مسؤولين أمريكيين. بينما لم تعترف إسرائيل التي تعهدت بتدمير القدرات الحكومية والعسكرية لحماس بمسئوليتها عن العملية
وبحسب نيويورك تايمز تكشف كثافة ونطاق تحقيقات الحرس الثوري مدى الصدمة والاضطراب اللذين أحدثهما الاغتيال في قيادة البلاد.
وقبل أربعة أيام فقط من اغتيال هنية، قال وزير الاستخبارات في البلاد، سيد إسماعيل خطيب، لوسائل الإعلام المحلية إن إيران فككت ودمرت شبكة من المتسللين التابعين للموساد الذين كانوا يغتالون بعض علمائنا ويخربون منشآتنا الرئيسية.
وبعد الهجوم، داهم عملاء الأمن الإيراني مجمع دار الضيافة، الذي ينتمي إلى الحرس الثوري والذي كان هنية يقيم فيه بشكل متكرر – في نفس الغرفة – خلال زياراته لطهران.
ووضع العملاء جميع موظفي دار الضيافة تحت المراقبة واعتقلوا بعضهم وصادروا جميع الأجهزة الإلكترونية بما في ذلك الهواتف الشخصية وفقا للإيرانيين الاثنين.
واستجوب فريق منفصل من العملاء كبار المسئولين العسكريين والاستخباراتيين المسئولين عن حماية العاصمة. ووضع عددا منهم قيد الاعتقال حتى انتهاء التحقيقات، بحسب المصدرين.
وعندما داهم عملاء الأمن مجمع دار الضيافة، قاموا بتمشيط كل شبر منه، وفحصوا كاميرات المراقبة التي يعود تاريخها إلى أشهر وكذلك قوائم الضيوف. كما كانوا يفحصون ذهاب وإياب الموظفين الذين يخضعون لتدقيق صارم قبل التوظيف ويتم اختيارهم من صفوف الحرس وكذلك من “الباسيج”، وهي قوة المهام التطوعية شبه العسكرية التابعة له وفقا للمسؤولين الإيرانيين الاثنين.
وركز التحقيق أيضا على مطارات طهران الدولية والمحلية حيث تم نشر عملاء يراجعون أشهر من لقطات الكاميرات من صالات الوصول والمغادرة ويفحصون قوائم الرحلات، وفقا للإيرانيين الاثنين. وقالوا إن إيران تعتقد أن أعضاء فريق الاغتيال التابع للموساد لا يزالون في البلاد وهدفهم هو اعتقالهم.