سطور جريئة … انتظروا قرارات المجلس الأعلى
بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
بمنطقية شديدة سيقرر المجلس الأعلى للجامعات فى جلسته القادمة برئاسة د.أيمن عاشور وزير التعليم العالى تخفيض أعداد المقبولين بجميع الكليات النظرية بمخلتف الجامعات بنسبة 25 % على الأقل خاصة فى نظام الانتساب بعد أن وصل عدد الطلاب الملتحقن بهذه الكليات النظرية إلى 72,5 % من إجمالى طلاب الثانوية العامة نعم 72,5 % حيث كانت هذه الكليات هى الملاذ الثانى بعدما كان يتجه معظم طلاب القسم الأدبى فى الثانوية العامة للالتحاق بها كرغبة أولى ، ويتجه إليها طلاب القسم العلمى بشعبتيه « علمى علوم وعلمى رياضة « بعدما يفشل طلاب شعبة العلمى من الالتحاق بأى من كليات المجموعة الطبية ، وبعدما يفشل الطلاب شعبة الرياضيات من الالتحاق بأى من كليات الهندسة ، وكأن التعليم الجامعى فى مصر أصبح مقصورًا فى المقام الأول على قطاع الطب والهندسة ، وكان السبب فى هذا التوجه الخاطئ هو الثقافة المجتمعية المتجذرة بهذه الصورة وهو ما جعل أن يصل عدد الطلاب المسجلين بكلية تجارة عين شمس على سبيل المثال إلى 72 ألف طالب وطالبة ، وتجارة القاهرة 66 ألف طالب وطالبة ، مع أنه لا توجد كلية فى العالم بها هذا العدد الرهيب، ولا يمكن أن نقول أن كل هذه الأعداد تنتظم فى محاضراتها بهذه الكليات من أجل أن تتعلم تعليما حقيقيا ، خاصة أن المبانى الإنشائية والإمكانات المادية لهذه الكليات لا يمكنها أن تستوعب كل هذه الأعداد داخل مدرجاتهاى حتى يكون فيها تعليمًا جيدًا ومباشرًا، وقد تسبب هذا فى زيادة عدد الخريجين بهذه الكليات النظرية بشكل رهيب فى المجتمع وتسبب أيضا فى زيادة نسبة البطالة من خريجى هذه الكليات التى تقذف بعشرات الآلاف كل عام من الخريجن الذين لا يجدون فرصًا للعمل ، وإذا وجدوها لا تكون لها أى علاقة بما درسه الطالب فى كليته أو بتخصصه ، وقد يصل الأمر بالخريج فى النهاية أن يكون عاملً بمحطة بنزين أو فرد أمن فى موقع ما!!
والأخطر من ذلك فى هذه الكليات النظرية هو تنامى أعداد طلاب « الانتساب الموجه « بصورة أصبحت تهدد التعليم الجامعى وتحوله إلى شكل ليس له أى علاقة بالتعليم لطلاب يجلسون طوال اليوم وحتى الفجر على المقاهى والكافيهات ، ودون أى التزام بالحضور أو الغياب أو السكاشن ، ناهيك عن التحاقه بهذه الكلية كان بمجموع متدن أقل بكثير عن الحد الأدنى الذى تم قبوله للطلاب المنتظمين بنفس الكلية ، وفى النهاية يحصل على ورقة أو شهادة تخرج مثله مثل الطالب المنتظم مع اختاف المستوى الأكاديمى بينهما بشكل كبير.
لكن بعدما تعددت أسماء وأنواع الجامعات فى مصر ، ودخلت جامعات تكنولوجية وأهلية ببرامجها التطبيقية ، وأصبح سوق العمل يحتاج إلى تخصصاتها المتعددة سواء فى مجال الحاسب أو الذكاء الاصطناعى ، أو إعداد البيانات أو البرمجة وخلافه أصبح من الضرورى توجيه الطلاب إلى مثل هذه التخصصات حتى يفيقوا من غفوتهم ويتعلموا شيئا مفيدا وتطبيقيا ويحتاجه سوق العمل ، ولهذا سيكون قرار المجلس الأعلى للجامعات فى جلسته القادمة بتخفيض أعداد المقبولين بها حتى نبدأ فى علاج هذا الشكل المائل من نظام القبول بالجامعات.