مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … الأستاذ المتفرغ..بين القيمة واللاقيمة

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

ـ واحتراما لمبدأ الرأى والرأى الآخر أرسل لنا د. فتحى الشرقاوى أستاذ علم النفس المتفرغ بجامعة عين شمس تعليقا على الرأى الذى طرحه هنا الأسبوع الماضى د.محمد صالح وهبة الأستاذ بكلية التربية الفنية جامعة حلوان حول « الأساتذة المتفرغين » ننشره بالكامل ـ وهذا نصه.

.. أستاذ رفعت : قرأت السبت الماضى عمودكم المميز (سطور جريئة) تحت عنوان ( هذا رأيه) والذى ذكر فيه زميلنا الكريم د.محمد صالح وهبة أن الأساتذة والأستاذة المساعدين المتفرغين برغم أن القانون يشير إلى حتمية تفرغهم والإشراف على طلاب الدراسات العليا،إلا أنهم دخلوا فى حلبة الصراع والتنافس والتكالب على التدريس لطلاب مرحلتى البكالوريوس والليسانس خاصة فى الكليات النظرية بغية الحصول على العائد المادى المرتبط بتوزيع الكتاب الجامعى بشقيه الورقى والالكتروني، مما يسبب اضطرابا واضحا فى حسن إدارة العملية التعليمية داخل الكليات خاصة النظرية.. وعلى الرغم من الوجاهة الشكلية التى يبدو عليها مثل هذا الحكم الممعن فى التعميم إلا أن إطلاق الحكم على علته، قد يدفعنا إلى الوقوع فى براثن الغموض وعدم تبيان الحقيقة كما ينبغى ، فتعميم مثل هذا الحكم الجائر فى بعض جوانبه قد يحمل العديد من المغالطات ينبغى من باب الرأى والرأى المقابل طرحها وتفنيد بعض جوانبها.

اولاَ..اختصار تكالب (بعض) أساتذة الكليات النظرية على مزاحمة الأساتذة العاملين فى توزيع الكتاب الجامعى ومن ثم الاستئثار بعوائده المالية ،لا يقتصر فقط فى اعتقادنا على تلك الكليات النظرية وحدها، التى حاول زميلنا من القاء الضوء عليها ، ونظرة متأنية إلى كم الأساتذة الكبار من كليات الطب الذين يتركون محاضراتهم للمدرسين داخل أروقة كلياتهم وتفرغهم للعمليات الجراحية فى المستشفيات الخاصة ،وكذلك تفرغ كبار الأساتذة فى الهندسة لادارة مكاتبهم (الاستشارات الهندسية.الخ) يشير فى أحد المستويات الى أن انشغال ( بعض ) الأساتذة بالسعى لتحصيل المال ـ أيا كانت وجهته ـ لا يقتصر فقط على الكليات النظرية ، الأمر الذى يدفعنا ونحن نناقش مشكلات الكليات النظرية مراعاة أن نفس الإشكالية تطال غيرها من الكليات التى يطلق عليها عملية .

ثانيا. أن المدقق فى البنية التحتية للصراعات داخل الأقسام بالكليات المختلفة النظرية منها والعملية ،سيجد ظاهرة مسكوت عليها، ويخشى الكثيرون من محاولة الاقتراب منها واقتحامها ، وهى أن (بعض) المدرسين الجدد والأساتذة المساعدين العاملين، يسيئون التعامل مع أساتذتهم المتفرغين بما لايليق بكيانهم وسمو مراكزهم العلمية تحت شعار أنهم ( متفرغون) وكأن التفرغ أصبح سبة فى جبينهم ،أن تلك النظرة الفورية الزائفه يتم ترجمتها إجرائيا فى الكثير من الأحيان الى تقليص دور الأستاذ المتفرغ وحرمانه من التدريس لطلاب الليسانس ، فكيف نطلق أحكاما تعميمية بأن جميع المتفرغين يتكالبون على الكتاب، فى ظل عدم إتاحة بعض مجالس الأقسام من الأصل أثناء توزيع المقررات ،إسناد مقررات لهم فى مرحلتى الليسانس والبكالوريوس.

ثالثا ..إذا كان القانون فى بعض نصوصه(ولسنا هنا بمعرض تناول القوانين) تشير إلى تفرغ الأساتذة المتفرغين للتدريس فى المرحلة الجامعية الأولى، فهذا القانون بذلك قد حرم طلاب تلك المرحلة من كم وكيف المعلومات والخبرات البحثية التى حققوها طوال مسيرتهم العلمية الطويلة ،حتى لا نعود ونشتكى من ضعف مستوى الخريج ، ليس المقصود بطرح تلك الاشكاليه التفرغ الكامل للأستاذ المتفرغ بشكل كامل لطلاب هذه المرحلة ، بقدر تدريسهم النسبى لبعض المقررات ، لا نعتقد أن قيامهم بتدريس هذا البعض القليل من الساعات كفيل بإظهارهم فى نهاية الأمر بمظهر المتكالبين على المال وتوزيع الكتب وخلافه ـ كما أورد زميلنا الكريم..فهذا تعميم ينال من سمعتهم الإنسانية قبل العلمية .

أخيرا وليس بآخر..مشكلات الأساتذة المتفرغين كثيرة ومتنوعة.،إذا كنا قد بدأنا القصيدة بما عليهم، فمن العدل والإنصاف عرض مالهم ( وهو كثير لن يتسع المقام لذكره والخوض فيه ).
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى