كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
وجه حزب الله اللبناني ضربن ” قاسية للاستخبارات الاسرائيلية ولكل اسرائيل، وادخلها في حالة رعب بعد نشره فيديو مصورا مدته حوالي عشرة دقائق تحت عنوان “ما رجع به الهدهد”، تضمّن مسحا دقيقا لمناطق بشمال فلسطين المحتلة وحيفا، في حين وصفته مصادر إسرائيلية بالخطير.
وقال الحزب إن مقطع الفيديو صوّرته مسيّرات تابعة له تمكّنت “من تجاوز وسائل الدفاع الجوي للعدو، وعادت من دون أن تتمكّن وسائله من كشفها”.
وتضمّنت المشاهد التي وردت في الفيديو مواقع إسرائيلية حسّاسة، من بينها قواعد عسكرية ومخازن أسلحة وصواريخ وموانئ بحرية ومطارات بمدينة حيفا الواقعة على بعد 27 كيلومترا من الحدود اللبنانية.
وظهرت في الفيديو مشاهد جوية لمدينة حيفا، بما فيها مجمع الصناعات العسكرية لشركة “رافائيل” ومنطقة ميناء حيفا التي تضم قاعدة حيفا العسكرية وميناء حيفا المدني ومحطة كهرباء حيفا ومطار حيفا وخزانات نفط ومنشآت بتروكيميائية، كما ظهر مبنى قيادة وحدة الغواصات وسفينة “ساعر 4.5” المخصصة للدعم اللوجستي وسفينة “ساعر 5”.
تزامن ذلك مع إطلاق حزب الله صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربي شمال إسرائيل.
كما تزامن مع زيارة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين الى بيروت لاحتواء التصعيد علـى جبهة الجنوب اللبناني بين حزب الله وإسرائيل.
وقال الوسيط الأمريكي في بيروت إلى “أنّنا نمرّ بأوقات صعبة، والمقترح الّذي قدّمه الرّئيس الأميركي جو بايدن للتّهدئة في قطاع غزة قبِله الوسطاء وإسرائيل، ويجب على حركة “حماس” قبوله”، مؤكّدًا أنّ “وقف إطلاق النّار ينهي الحرب ويفتح المجال للحلول الدّبلوماسيّة، وهذا قد يضع أيضًا حدًّا للنّزاع على طول الخط الأزرق”.
ورغم حالة الصدنة والرعب التي شكلها فيديو حزب الله الاستخباري وتلميحه بقدرته على ضرب كل الاهداف التي صورت من الجو بتفاصيل دقيقة، وهو ما تثق بقدرته اسرائيل، توعّد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء بالقضاء على حزب الله في حال اندلاع حرب شاملة، مع استمرار التصعيد وتبادل إطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين حزب الله المدعوم من إيران والجيش الإسرائيلي في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال كاتس، بحسب بيان صادر عن مكتبه “نحن قريبون جدا من اللحظة التي سنقرر فيها تغيير قواعد اللعبة ضد حزب الله ولبنان. في حرب شاملة، سيتم القضاء على حزب الله وسيُضرب لبنان بشدة”.
وكانت تقارير إسرائيلية قد كشفت، الجمعة الماضية، أن قادة الجيش الإسرائيلي أوصوا بإنهاء الحملة العسكرية في رفح مبكرا من أجل التفرغ للجبهة اللبنانية في مواجهة “حزب الله”.
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن قادة الجيش الإسرائيلي أبلغوا القادة السياسيين بهذه التوصية، خلال اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي، في وقت متأخر من مساء الخميس.
ويرفض حزب الله، بل ويصعد من هجومه وقصفه على شمال فلسطين المحتلة، رابطا وقفه لللقصف بوقف اسرائيل عدوانها على قطاع غزة. ويحذر خبراء وعسكريون، بينهم اسرائيليون، ان اي حرب شاملة مع حزب الله ستلق اذى واسعا بلبلنان، لكنها ستلحق اذى غير مسبوق وخطير استراتيجيا في قلب اسرائيل ما شكل حتى الان حالة ردع بوجه الاحتلال الاسرائيلي.