التربية و التعليم علي منصة “تكوين”!!!
شاهدت حلقة علي منصة “تكوين” من تقديم السيدة فاطمة ناعوت و ضيفها كان د طارق شوقي وزير التربية و التعليم السابق .. حاولت مقدمة البرنامج طول الحلقة أن تروج لفكرتها أن النظام التعليمي المصري يرسخ للطائفية و كراهية الاخر، و حاولت كثيرا أن تنتزع اعترافا من السيد الوزير يؤيد فكرتها تلك .. نجح د طارق أحيانا في تفنيد فكرتها أو التقليل علي الاقل من وجودها ..
لكنه من وجهة نظري أكد علي مصداقية فكرتها في أحيان أخري في الحلقة، حتي أنهما في موضوع تدريس اللغة العربية تحديدا و علاقتها بقضية الهوية أتي حديث كل منهما متناقضا تماما مع نفسه بين اثبات المسألة و نفيها، بين أزمة تدهور محتوي تدريس اللغة الأم وضرورة تدارك ذلك حفاظا علي الهوية و الثقافة و التاريخ، و بين احتواء دروسها علي آيات قرآنية قد لا تناسب الطلاب من اصحاب الديانات الاخري و ضرورة حذفها منها، و هو نفس التناقض الذاتي الذي ظهر جليا في تشخيصهما لمعضلة الجيل الجديد، و ما اذا كانت تلك المعضلة تكمن في تربيته المتزمتة و المنغلقة اسريا و تعليميا و مدرسيا بسبب المناهج القديمة، أم تكمن في تربيته خارج اطار الاسرة و المدرسة أو بالاحري “عدم تربيته” و تركه لمصادر التعلم الاخري كالانترنت و غيرها التي اضمحل معها دور الاسرة و المدرسة!!، و هو نفس التناقض الذاتي الذي ظهر في موضوع تدريس التاريخ!!!.
في الحقيقة الحلقة مليئة بأفكار عديدة متقابلة متضادة مع بعضها البعض، و هي انعكاس حقيقي لمدي الازمة التي نعيشها، فمن غير المعقول علي سبيل المثال أن يستهدف النظام التعليمي الجديد مخاطبة مهارات التفكير العليا دون المرور الحتمي بمهارات التذكر و التفكير الاساسي الموضحة بجلاء في هرم “بلوم” المعرفي.
التعليم ومع كامل احترامي و تقديري للدكتور طارق شوقي لا تؤخذ و لا يجب أن تؤخذ أموره أبدا بمثل هذه الخفة أو في هذه المنصات التي لم نطمئن لأهدافها بعد، و لا تتوفر لها فرص حقيقية للتفكير فيما يقال أو نقده نقدا موضوعيا!!!
د أحمد الجيوشي
١٨-٥-٢٠٢٤