سطور جريئة … نعم سيادة الرئيس
بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
ليست هذه المرة الأولى التى يتحدث فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء افتتاحه مركز الحوسبة الحكومى والتى تناول فيها ضرورة حث الطلاب على التوجه نحو التخصصات التكنولوجية والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعى باعتبارها مهارات المستقبل لفرص عمل لائقة ـ والتقليل من حشر الأعداد الرهيبة منهم بالكليات النظرية مثل الحقوق والتجارة والآداب وغيرها دون أن يكون سوق العمل فى حاجة إلى كل هذه الأعداد من الخريجين والذى تسبب فى زيادة نسبة البطالة بين خريجى الجامعات لاستسهال الطلاب الالتحاق بهذه الكليات، وقد ساعد على ذلك زيادة عدد طلاب وفصول القسم الأدبى بمدارس مرحلة الثانوية العامة وهروبهم من القسم العلمى لتخوفهم من عدم الالتحاق بأى من الكليات التى يطلق عليها كليات القمة مثل مجموعة الكليات الطبية وكذلك كليات الهندسة بسبب ارتفاع الحد الأدنى للقبول بها، وكأن سوق العمل أصبح قاصرًا على خريجى كليات الطب والهندسة وهذا غير صحيح.
وعندما تحدث الرئيس عن الكليات النظرية فلم يكن يقصد إغلاق أبوابها فى المستقبل فالاحتياج لخريجيها لن يتوقف سواء فى المستقبل القريب أو البعيد ولكن ليس بهذه الأعداد الفلكية لكنه يريد أن نرغب الطلاب على الإقبال على التخصصات العلمية التطبيقية التى أصبحت سمة العصر مثل الذكاء الاصطناعى والحوسبة السحابية وتكنولوجيا المعلومات، والعلوم التطبيقية خاصة وأن مصر قد توسعت بشكل كبير فى إنشاء برامج تطبيقية متعددة فى مختلف الجامعات سواء الحكومية التى وصل عددها إلى 27 جامعة، والخاصة التى زاد عددها عن 32 جامعة أو الأهلية سواء الدولية منها وعددها 4 جامعات أو الأهلية التى خرجت من رحم الجامعات الحكومية وعددها 12 جامعة بالإضافة إلى 10جامعات تكنولوجية وسيزيد العدد خلال السنوات القليلة القادمة 17جامعة تكنولوجية اخرى لتكون هناك جامعة تكنولوجية بكل محافظة ـ وهذا يعنى أن كل هذه الجامعات ستركز على مثل هذه البرامج التطبيقية الجديدة ـ وهذا يتطلب من وزيرى التعليم العالى والتربية والتعليم أن يقوما من الآن بوضع آلية للإرشاد الأكاديمى لطلاب السنة الأولى بالصف الأول الثانوى لكى نوجههم للالتحاق بالقسم العلمى بشكل أكبر مثلما كان قبل ذلك بعد أن وفرت الدولة وستوفر طوال السنوات القليلة القادمة كل البرامج التطبيقية الحديثة فى مختلف هذه الجامعات، وهذا يتطلب أيضًا التوسع فى مجالات التنمية الاقتصادية التى تعتمد على هذه التخصصات الجديدة حتى نستفيد من المتخصصين فيها من خريجى الجامعات ـ وقتها سيكون الطلاب على وعى كبير بشكل مستقبلهم ـ وسيتراجع الإقبال على الالتحاق بالكليات النظرية بشكل كبير جدا بنسبة قد تزيد على 50% مما هو الوضع عليه الآن عندما يجد الخريجون فى هذه التخصصات التطبيقية فرص عمل مجزية لهم فى الأنشطة الاقتصادية المختلفة، وسيكون تركيز معظم الطلاب وقتها على الالتحاق بكل هذه التخصصات التطبيقية سواء التى أشار إليها الرئيس أو غيرها والتى تتماشى مع متطلبات العصر الحديث.
[email protected]