هل اغتال يوليوس قيصر نفسه.. عودة الحديث عن قاتل حاكم روما الأشهر بعد 2000 عام
بعد نحو عشرين عاما من طرح التساؤل حول مقتل يوليوس قيصر “أشهر حكام روما القديمة”، أعاد تقرير نشره موقع “إندبندنت عربية” البحث فى حيثيات مقتل يوليوس قيصر، لتطرح سؤالا مراوغا “يوليوس قيصر.. هل اغتال نفسه؟”.. وسبب فتح الملف مرة أخرى الشك فى أن يوليوس قيصر قتل نفسه، ولم يغتاله رجال مجلس الشيوخ ولم يخنه “بروتس”.
واعتمادا على ما نشرته “إندبندنت عربية” فإن التحقيقات عادت من جديد على يد الكولونيل الإيطالى لوسيانو جاروفانو، مدير مركز التحقيقات القضائى “كاربينيرى”، والذى قرر القيام بفتح التحقيق فى الجريمة التى جرت قبل 2058 سنة أمام قصر مجلس الشيوخ.
يوليوس قيصر والقصة الشائعة
والمعروف أن المؤرخ اليوناني بلوتارخ ذكر قصة مقتل يوليوس قيصر، والتي اشترك فيها الإمبراطور بروتوس، الذى لم يكن أى شعور معادٍ نحو قيصر، وإنما كانت حجته الوحيدة هو شدة حبه لبلاده، واعترف بعد أن قام باغتيال أشهر حكام روما قديما أمام الجماهير الحاشدة حول جسد قيصر المطعون قائلا: “لقد قتلت قيصر ليس لقلَة حبي له، بل لأني أحب روما أكثر “.
كان ميلاد يوليوس قيصر فى عام 100 قبل الميلاد، وعندما وصل إلى عمر 31 سنة، كان قد قاتل فى عدة حروب وقام بالانخراط فى السياسة الرومانية، وبعد عدة تحالفات، أصبح “قيصر” ديكتاتور الإمبراطورية الرومانية.
ومن خلال سلسلة من الأحداث ذهب يوليوس قيصر فى نهاية المطاف إلى حرب ضد بومبى، ما أدى إلى اتفاق بومبى مع طبقة النبلاء ضد يوليوس قيصر، وبشكل متزايد أصبحت طبقة النبلاء تهديدا وطنيا ليوليوس قيصر، وأصبحت الحرب الاهلية امرا لا مفر منه.
كان يوليوس قيصر حريصا على ترسيخ سلطته فطلب من مجلس الشيوخ منحه الألقاب والأوسمة والسماح له بالتحدث لأول مرة فى اجتماعات الجمعية، وأصبحت صورته على القطع النقدية الرومانية.
أما عن سبب الاغتيال، حيث ساعدت رغبة يوليوس قيصر فى لم شمل الأعداء الرومانيين السابقين فى سقوطه، فقد كان جايوس كاسيوس لونجينوس وماركوس جونيوس بروتوس عدوين سابقين انضما إلى مجلس الشيوخ، واغتال الاثنان يوليوس قيصر عام 44 قبل الميلاد.
أسئلة جديدة.. محاكمة جديدة؟
لكن يبدو أنه هناك قصة أخرى، فحسبما تقول إندبندنت، فإنه فى مارس 2003، بدا فى روما من هو غير مقتنع بالرواية التاريخية الخاصة بقتل يوليوس قيصر عبر مؤامرة بروتوس وكاسيوس.
وكان الدافع عند أحفاد الرومان، هو أن الاقتتال الداخلي والفوضى التي جرت بعد اغتيال يوليوس قيصر، لم تسمح بإجراء تحقيق استقصائي شامل يحدد أسباب حدوث الجريمة الجماعية.
وطرح جاروفانو عدداً من الأسئلة المثيرة للتفكير حول الحادث الأشهر ومنها:
– لماذا منع يوليوس قيصر حراسه من مرافقته إلى مجلس الشيوخ على رغم تأكده بأن خصومه يبيتون له الشر والغدر؟
– لماذا أصر على تحدى خصومه وحيداً، وتجاهل اعتراض زوجته وقائد معسكره؟
– لماذا صم أذنيه عن سماع صيحات العراف الذى حذره من الشؤم الموافق والمرافق ليوم 15 مارس؟
وها نحن ننتظر ما تسفر عنه هذه القضية التى قد تشغل الأوساط الثقافية المهتمة بالتاريخ والثقافة.