تحقيقات وحوارات

قراءتي في معجزة الأسراء والمعراج ” ٣ “

بقلم الكاتب الأسلامي رمضان البيه

من القراءات والتأملات في معجزة الأسراء والمعراج التي قد تغيب عن البعض إجتماع السادة الأنبياء عليهم السلام في المسجد الأقصى في ليلة الإسراء وصلاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله بهم إماما .

هنا سؤال يطرح نفسه وهو ..لماذا جمعهم الله تعالى في هذه الليلة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وما الحكمة الإلهية في ذلك الجمع واللقاء ؟ .

وللإجابة على هذا السؤال يجب أن نعود إلى عالم الذر. عالم الأرواح والعهد والميثاق وإقرار أرواح البشر بربوبية الله تعالى .

حيث مسح الحق عز وجل بيد القدرة الإلهية على ظهر أبو البشر أبينا آدم عليه السلام بعدما خلقه وإستخرج من ظهره أرواح ذريته وأقامهم في عالم يسمى بعالم الذر لأخذ العهد والميثاق بالإقرار بربوبيته سبحانه وتعالى.

ثم تجلى عليها بأنوار حضرة الربوبية وأدركت الأرواح هذا التجلي وشاهدت أنوار صفات ربوبية الله تعالى حيث أنها أرواح عبارة عن لطائف نورانية خالية من المسافات المادية وحجب النفس الظلمانية ومؤهلة للشهود .

وأقرت لله تعالى بالربوبية . وقد أخبرنا الله تعالى عن ذلك بقوله سبحانه ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) .

ثم إجتبى الله تعالى وأصطفى بعلمه من بين أرواح البشر مائة وأربعة وعشرون الف روح وهي أرواح الأنبياء عليهم السلام وأخذ عليهم عهدا خاصا وميثاقا بالإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ونصرته وأشهدهم على ذلك وشهد معهم سبحانه وتعالى تكريما وتشريفا لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله .

وإلى ذلك أشار عز وجل بقوله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه.

قال أأقررتم وأخذتم على ذلك إصري قالوا أقررنا قال فأشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ) . ثم أراد الله تعالى أن يجلي هذا العهد والميثاق في عالم الظهور حتى يؤكد سبحانه إيمان السادة الأنبياء برسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وإمامته لهم وقيادته لركبهم وتأكيدا على أنه خاتم الأنبياء وسيد المرسلين .

بالإضافة إلى تأكيده عز وجل أن دين الإسلام مع إختلاف مسميات الرسالات هو دين الأنبياء والرسل جميعا وأن قبلتهم قبلة واحدة . وبالإضافة إلى إظهار الله تعالى لمدى محبته للرسول الكريم وإلى أنه أحب الخلق إليه وأكرمهم عليه سبحانه وتعالى وأنه الخليل الأكرم والحبيب الأعظم وسيد ولد آدم .

فجمعهم بحضرته في المسجد الأقصى في ليلة الإسراء والمعراج وصلى بهم إماما .. هذا ولقد نال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله في هذه الليلة أعلى وأعظم تشريف وتكريم وقد حظى بأعظم إستقبال وإحتفال في أعظم مشهد في الوجود . بإستقبال صفوة الخلق الأنبياء والمرسلين عليهم السلام له والترحيب به .

وكانت هذه الليلة ليلة عرس رسولنا الكريم وليلة التكريم والتشريف. .فاللهم صلى على الهادي البشير السراج المنير صاحب الخلق العظيم وعلى آله وصحبه وسلم .

عزيزي القارئ نستكمل القراءات والتأملات في معجزة الأسراء والمعراج بمشيئة الله تعالى في المقالات التالية ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى