تقارير

مصر متحدثاً رئيسياً بالبرنامج الاقليمي لمهرجان شباب العالم في روسيا

كتب جودة عبد الصادق إبراهيم

غزالي: البروفيسور أشرف صبحي وافق علي إطلاق مكتب شباب الجنوب العالمي لتنمية علاقات الجنوب جنوب
غزالي: شعار مهرجان شباب العالم حول الأسرة يتماشى مع مفاهيم الأسرة المصرية
غزالي : يجب ألا ينسلخ الجيل الجديد من عمقه التاريخي بسبب العولمة

شارك حسن غزالي مؤسس مكتب شباب الجنوب العالمي ومؤسس منحة وحركة ناصر الشبابية الدولية ممثلا عن الوفود الاجنبية كمتحدثاً رئيسيا بالبرنامج الاقليمي الذي نظمته روسيا علي هامش مهرجان الشباب العالمي، وذلك خلال اجتماع محافظ اقليم يوجرا “ناتاليا كوماروفا” مع مشاركي المهرجان الشبابي العالمي ، والفائزين في مسابقة الإدارة الروسية الشاملة تحت عنوان “قادة روسيا”، ومنتدى “أفكار قوية لعصر جديد” والذي يُعقد خلال مارس الجاري.

وخلال حديثه تناول غزالي عدة محاور هامة أبرزها حديثه حول العمق التاريخي للعلاقات المصرية الروسية، ومستوي ومستقبل التعاون بين الجانب المصري والروسي في مختلف القطاعات والمجالات، إلي جانب حديثه عن العمق التاريخي للعلاقات الافريقية الروسية، فضلاً عن وصفه الدقيق للشعب والشباب الروسي من منظور أنثروبولوجي دبلوماسي، بالاضافة إلي حديثه عن تجربته خلال منتدي الشباب العالمي بروسيا، ورؤيته لدور وفلسفة المهرجان في دعم مستقبل العلاقات الدولية علي مستوي الجنوب العالمي.

في مُستهل حديثه ثمَّن وأشاد غزالي بالمرأة الروسية، التي تتمتع بمستوي عالي من الاحترافية والمرونة واصفاً إياها بالنموذج الحقيقي للمرأة العاملة، لافتاً إلي لطف الشعب الروسي ودفئ تعامله مع ضيوف المهرجان، مُعرباً عن امتنانه لتجربته الانسانية العميقة مع الشعب الروسي لما وجده من حفاوة استقبال وكرم الضيافة وما لمسه من قيم أسرية وعائلية أشعرته كأنه بين أسرته ومشيراً إلي مرونة الشعب الروسي شباباً وكباراً في التعامل حتي النساء كبار السن اللاتي كُن علي مستوي عالي من التعاون والعطاء والود ذكرته بوالدته بشكل شديد القرب والشبه.

وعن تجربته مع روسيا خلال فترة المهرجان أشاد غزالي بفكرة وفلسفة الزيارات الميدانية التي نظمتها لجنة المهرجان للمشاركين واتاحتها لهم فرصة لقاء السكان الأصليين، مؤكداً اعجابه بتلك التجربة تحديداً والتي اعطته مساحة حقيقية للتواصل بشكل شخصي مع السكان الاصلين في مناطق عدة، مشيراً إلي أن الأمر يُعد شكلا من اشكال التمكين للشعوب المحلية في التعبير عن ذاتها وهويتها وتراثها الثقافي، ودعم دورها في تمثيل وطنها أمام مختلف الجنسيات، ودليلاً علي قدرة القيادة الروسية علي تحقيق المساواة بين مختلف فئات المجتمع، لافتاً أن ذلك يأتي علي النقيض مع ما فعلته بعض الدول الغربية مع الدول النامية واستخدامها لملفات حقوق الانسان والسكان الأصلين في الضغط علي تلك الدول وتهديد استقرارها، بالرغم من أن تلك الدول الغربية ذاتها لم تكن عادلة مع سكانها الاصليين إطلاقاً، وليس أدل علي ذلك أكثر من ما يحدث الآن من تضارب في المعايير من قِبَّل الدول الغربية في موقفهم تجاه ما يحدث في غزة ومن القضية الفلسطينية، وتناقضه الشديد مع ادعاءاتهم كمناصرين لحقوق الانسان.

استكمل غزالي مؤكداً أن مهرجان شباب العالم في روسيا يعد فرصة هامة جدا لتحقيق التكامل والتعاون وحشد تضامن شباب العالم حول قضايا السلام الاقليمية والدولية، وتعزيز التعاون والتفاهم الدوليين علي مستوي الشعوب، ولاسيما دور المهرجان في أن تنبثق منه عدة مخرجات في شكل مبادرات ومشروعات تعاون وتبادل خبرات بين المحافظات المصرية والأقاليم الروسية في المجالات الشبيهة، كجامعة السويس في مصر واقليم “كانتي مانسسك” في روسيا لتشابه المنطقتين من حيث للصناعات المحلية المرتبطة بالطاقة، وأيضاً التبادل علي مستوي طلاب الجامعات بين مصر وروسيا كشكلا من اشكال تفعيل الشراكة السياحية الثقافية .

وأردف غزالي أن المهرجان بمحاوره الهامة حول الوحدة متعددة الأقطاب والمسؤولية تجاه مصير العالم، ورسالة المهرجان حول احياء الأسرة من أجل مستقبل الأجيال القادمة التي أكد عليها الرئيس فلاديمير بوتين لم يكن أبداً تجربة دولية فحسب بل كان فرصة للشباب علي عدة مستويات حتي لأبناء الاقاليم الروسية انفسهم كان فرصة أن يلتقوا علي منصة واحدة ويندمجوا سوياً ، ويتبادلون الآراء والخبرات حول القضايا للمختلفة، لافتاً إلي ضرورة تعريف الشباب بدور وطنهم التاريخي في مواجهة وهزيمة القوات النازية التي كانت تهدد العالم.

وعلي الجانب الآخر ثمّن غزالي عُمق العلاقات المصرية الروسية علي مستوي الرئاسة والقيادة السياسية لاسيما علي مستوي وزراء الشباب في الجانبين، ناقلاً تحيات وزير الشباب والرياضة البروفيسور أشرف صبحي لشباب العالم المشاركين في المهرجان وتأكيده للوفد المصري قبل السفر أن المهرجان فرصة لبناء صداقات وتجارب حقيقية، وأن وزارة الشباب والرياضة المصرية تعمل علي استدامة منتدي الشباب المصري الروسي كشكل من أشكال الدبلوماسية الشبابية.

وصرَّح غزالي أن البرفيسور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة قد وافق علي تطوير دور مكتب الشباب الأفريقي ليصبح مكتب شباب الجنوب العالمي للتواصل مع دائرة دول الجنوب العالمي تماشياً مع توجهات الدولة المصرية خاصة فيما يخص تعاون الجنوب جنوب والذي يبرز في انضمام مصر إلي البريكس.

وأوضح كيف كانت روسيا الاتحادية حليف استراتيجي قوي وداعم لمصر خلال نضالها ضد الاستعمار، لافتاً إلي ما قدمته روسيا من دعم لمصر في مجالات البنية التحتية والمشروعات القومية كالسد العالي، في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وتطرق في حديثه إلي التطور الكبير الذي تشهده العلاقات المصرية للروسية في الآونة الاخيرة خاصة فيما يتعلق بالتبادل الثقافي والطلابي كمنتدي شباب مصر ورسيا الذي تك تنظيمه في البلدين مؤخراً.

وفي سياق متصل أشاد غزالي بمستوي وعمق العلاقات الأفريقية الروسية، وعلاقات الصداقة الحقيقية التي مثلتها القاهرة وموسكو كقوة داعمة لكافة الشعوب التي كانت تبحث عن التحرر في الجنوب العالمي مشيراً إلي الدور المحوري الذي لعبه الاتحاد السوفيتي في دعم لحركات التحرر الوطني في أفريقيا من خلال تقديم الدعم للحركات الوطنية وقوات المقاومة بمختلف الجوانب سواء سياسياً أو لوجستياً أو حتي عسكرياً، فضلاً عن دورها في تفعيل الدعم والتضامن الدولي مع الحركات الوطنية من خلال العمل في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة لدعم حقوق الشعوب في تقرير مصيرهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى