مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … قرار جرئ بعد 14 سنة تزويراً

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

لم أتخيل أن يأتى يوم وتقع أمامى أخطر واقعة تزوير للشهادات الجامعية مثلما حدث معى خلال الأيام القليلة الماضية وأكتشف مزورا خطيرا يقوم على مدى 24 سنة ومنذ عام 2001 وحتى عام 2024 بتزوير كل الشهادات الجامعية من بكالوريوس صادر من كلية حاسبات جامعة عين شمس وماجستير ودكتوراه من كلية العلوم جامعة الزقازيق ويتم تعيينه بهما بقررار وزارى صحيح بالمعهد العالى للدراسات النوعية بمصر الجديدة ، ثم يمنح نفسه بشهادة مزورة أيضا درجة أستاذ مساعد ومعها تقارير مزورة للجنة العلمية التى قامت بترقيته بالمجلس الأعلى للجامعات بعد أن أقنع المعهد العالى الذى تم تعيينه به بقرار وزارى صحيح ـ بأن يوافق له على رفع إنتاجه العلمى من أبحاث مضروبة للمجلس الأعلى للجامعات لترقيته لهذه الدرجة، وطبعا لم تذهب هذه الأبحاث للمجلس الأعلى، ولم تتم ترقيته بشكل صحيح / ثم يصدر له قرار وزارى من التعليم العالى بأنه قد أصبح أستاذاً مساعدا، ثم يزور خطابات استقالة له من هذا المعهد ويتقدم لمعهد آخر وهو معهد العبور العالى للإدارة والحاسبات ونظم المعلومات ويمنح نفسه مرة أخرى درجة الأستاذية بشهادات مزورة أيضا صادرة من المجلس الأعلى للجامعات ويصدر له قرار وزارى رسمى مرة ثالث بالتعيين بالمعهد الأخير، وجاءت الصدفة وحدها منذ عدة أسابيع عندما تشكك القائمون على هذا المعهد وكذلك إدارة الشئون القانونية بالوزارة فى صحة شهادة الأستاذية الأخيرة وأرسلوا تشككهم للدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات الذى أرسل لهم على الفور ردا رسميا صادما بأن هذا الشخص مزور ولم يتم ترقيته بالمجلس الأعلى سواء لدرجة أستاذ مساعد أو لدرجة أستاذ وأن كل الأوراق المقدمة للوزارة وللمعهدين بهذا الشكل « مزورة ، وهذا هو مادفعنى أنا شخصيا لأن أستفسر من كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس عن صحة شهادة البكالوريوس الخاصة به ليأتى لى الرد الرسمى الصادم من د.نجوى بدر عميدة الكلية بأن هذه الشهادة مزورة ولايوجد بسجلاتها هذا الإسم، وهذا ماجعلنى أرسل نفس الاستفسار للدكتور خالد الدرندلى عن صحة شهادتى الماجستير والدكتوراة الصادرة من كلية علوم الزقازيق لتأتى لى إجابته الصادمة من رئيس الجامعة أن كلتا الشهادتين مزورتان ولم تصدر الكلية هاتين الشهادتين لهذا المزور، حتى دفعنى الفضول بأن أرسل للدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم بأن يبحث لى عن حقيقة شهادة الثانوية العامة الخاصة بهذا المزور لاعتقادى بأنها ستكون هى الأخرى مزورة لكنه لم يرد على حتى الآن.

هذا ماحدث من جانب مزور محترف يدعى/أحمد سعيد على محمد حتى وصل بشهاداته المزورة هذه إلى درجة وكيل معهد العبور العالى للإدارة والحاسبات قبل أن يهرب ويختفى منذ عدة أيام بعد انكشاف أمره للجميع.

ومع أن د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى قد أصدر قرارا جريئا فور علمه بذلك بإحالة ملف هذه الواقعة بالكامل للنيابة العامة إلا أن هذه الواقعة تفرض بضرورة مراجعة كل الشهادات الخاصة بأى عضو هيئة تدريس بدقة أكبر قبل أن يصدر أى قرار وزارى بتعيينه فى أى معهد، وأن تكون هناك قاعدة بيانات خاصة بهم جميعا لدى إدارة التعليم الخاص بالوزارة حتى لاتتكرر مثل هذه الوقائع الصادمة مرة أخرى التى جعلت شخصا مزورا يصل إلى درجة وكيل معهد بهذه الصورة دون أن يكتشفه أحد أتمنى ذلك.
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى