تحدثت صحيفة الجارديان البريطانية فى افتتاحيتها اليوم الجمعة، عن قضية جنوب أفريقيا التى تتهم فيها إسرائيل بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية. وقالت الصحيفة إن تعريف الإبادة الجماعية بسيط، جريمة ترتكب بنية تدمير جماعة قومية أو عرقية أو إثنية أو دينية كليا أو زوئيا. لكن إثباتها أكثر تعقيدا .
ومع ذلك، تتابع الجارديان، يمكن لقضاة محكمة العدل الدولية فى لاهاى أن يصدروا حكما مؤقتا فى الاتهامات التى توجهها جنوب أفريقيا لإسرائيل فى غضون اسابيع. وصدور قرار بشأن أى من التدابير المؤقتة التى طلبت جنوب أفريقيا تأخذها ينبغى أن يتطلب فقط ان تجد قضيتها معقولة وغير مثبتة، أو انهم يعتقدون أن هناك خطر إبادة يحدث.
وقد لا تعنى القرارات الناتجة إصدار أمر بوقف إطلاق النار، ولكن على الاقل استعادة إمدادات المياه أو معاقبة التصريحات التحريضية.
وتابعت الصحيفة قائلة إن الأدلة على جرائم الحرب، التى تتراوح ما بين اللامبالاة بالقتل الجماعى للمدنيين إلى استخدام التجويع كسلاح، تتزايد يوما بعد يوم. وكذلك، زادت التصريحات التحريضية واللإنسانية التى أدلى بها بنيامين نتنياهو ووزراؤه وآخرون.
ولم يكن اعتراض إسرائيل على الأدلة، وإنما هاجمت جنوب أفريقيا ووصفتها بأنها تتصرف باعتبارها الجناج القانونى لحماس وترتكب التشهير بالدماء. وهناك اعتقاد واسع فى إسرائيل بأنه من “الفحش” استخدام اتفاقية الإبادة الجماعية التى تم إقرارها ردا على المحرقة النازية، ضد الدولة التى نشأت بسبب هذا الرعب. ومع ذلك، وكما قالت جنوب أفريقيا، فإن الدفاع عن النفس لا يمكن أن يبرر أبدا العمل الذى يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وخلصت الصحيفة إلى القول بأن أهمية هذه القضية واضحة، إلا الأهمية الأكبر هى تعزيز فكرة أن اتفاقية الإبادة الجماعية تخص الجميع، وأن الدول عليها مسئولية ليس فقط أن تمتنع عن الإبادة، ولكن أن تمنعها.
ورأت الصحيفة أن قرار إسرائيل الرد على القضية بدلا من مقاطعة المحكمة مثلما كانت تفعل فى الماضى، يشير إلى قلقها. فحتى لو صدر قرار لصالح جنوب أفريقيا، فإنه سيكون ضربة رمزية، وفى حين أن محكمة العدل الدولية لا تملك وسائل لتطبيق أحكامها، فإن الدول أو الكتل كل على حدة يمكنها فرض عقوبات. وأيا كان ما سيقرره القضاة، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين والمعاناة الإنسانية فى غزة وكلمات الوزراء الإسرائيليين غير معقولة، وهذا الأمر وليس العملية القانونية هو ما سيدمر فى النهاية مكانة إسرائيل وحلفائها الغربيين.