تحت عنوان ” لماذا تلعب ازدواجية المعايير الأمريكية تجاه إسرائيل وروسيا لعبة خطيرة؟”، قال باتريك وينتور، المحرر الدبلوماسى فى صحيفة “الجارديان” البريطانية إن ازدواجية معايير واشنطن فى موقفها من حرب غزة والذي يتناقض بشكل صارخ مع موقفها من الحرب فى أوكرانيا تنذر بعواقب وخيمة على المستوى الدولى.
وأشار كاتب المقال باتريك وينتور إلى أن موقف الغرب المائع من الأحداث التى يشهدها قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي الوحشي يكشف بما لا يدع مجالا للشك أن هناك ما يشبه التمرد على النظام العالمي الحالى والذى يسيطر الغرب على المنطق الذى يفرضه هذا النظام.
ويسلط المقال الضوء فى هذا الصدد على تصريحات المحلل السياسي ريتشارد هاس، التى يقول فيها إن ” التوافق والاتساق فى السياسة الخارجية ترف لا يمتلكه صناع القرار فى معظم الأحيان”.
ويلفت المقال إلى أن أي نفاق يشوب عملية صنع القرار الدولى يعرض تلك القرارات إلى فقدان المصداقية ويقوض هيبة القرار الدولي.. ويستشهد المقال فى هذا الصدد بقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالدفاع عن الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة في الوقت الذى يدين فيه الممارسات الروسية في أوكرانيا.
ويشير المقال في نفس الوقت إلى أن تلك السياسات تلقي بكل تأكيد بظلالها السلبية على العلاقات بين دول الشمال ودول الجنوب وبين الغرب والدول الواقعة في الجانب الشرقي من العالم بما ينذر بعواقب وخيمة سوف يمتد أثرها لعقود طويلة.
ويضيف المقال أن الولايات المتحدة ما زالت ترفض تغيير موقفها تجاه الأحداث في غزة وأوكرانيا، وهو التوجه الذي أفقدها الكثير من التأييد الدبلوماسي على المستوى الدولي، موضحا أن ثمانية دول فقط من دول العالم أتخذوا موقفا مؤيدا للولايات المتحدة وإسرائيل داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء التصويت على قرار بوقف إطلاق النار في غزة.
وينوه المقال إلى أنه جراء تلك المواقف من جانب الإدارة الأمريكية، لم تعد الولايات المتحدة هى الدولة التي لا يمكن الاستغناء عنها كما وصفتها وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت.