أحمد نجم يكتب .. الأهداف الرئيسية للعدو لتدمير غزة
كتب أحمد نجم
هناك أهداف خبيثة وراء إصرار العدو الإسرائيلي علي تدمير كافة المنشآت في غزة ومحو أساسيات الحياة فيها لعدم تمكن سكانها من الإقامة فيها لانعدام مقومات الحياة التي تدمرها قوى الاحتلال الغاشم بمساندة أمريكية وصمت دولي وعدم الالتفات إلي القوانين الدولية.
الاحتلال الإسرائيلي يعمل علي تهجير سكانها وعزلها وتقسيمها إلي ثلاث مناطق معزولة تقوم ايضا بالسيطرة عليها أمنيا.
أحد هذه الأهداف هو القضاء علي حركة حماس التي تتصدر مشهد المقاونة الفلسطينية وإفراغ قطاع غزة من الكثير من السكان لتأمن إسرائيل عندما تقوم بتحقيق أهدافها سواء الأمنية أو الاقتصادية التي تتمثل في سرقة الغاز الطبيعي من بحر غزة، أيضا أحد الأهداف الرئيسية وغير المعلنة هو تفكيك القضية الفلسطينية بين فصائل فلسطينية مختلفة.
ستظل غزة تشكل تهديدا دائما علي وجود الإحتلال الإسرائيلي ولن تتمكن إسرائيل من القضاء علي المقاومة الفلسطينية فيها ولا إنهاء وجود حركة حماس. التاريخ يذكرنا بأنه لا يوجد احتلال دائم ولا احتلال قضي علي شعب ودولة حتي وإن كان وراءه أعتى القوى الدولية يعملون على تهجير سكان دولة وحلم السيطرة علي الموارد الطبيعية في غزة لن يتحقق طالما كانت الأرض الفلسطينية ولادة جيل جديد من أبطال المقاومة.
ولن تتوقف الفصائل الفلسطينية التي تتجمع تحت لواء حركة حماس من تنفيذ الهجمات، فمن قبل قامت إسرائيل باستخدام كافة الوسائل لإخضاع غزة، وفشل الحصار الكامل وأيضا التدخل العسكري كما فشل الحصار الاقتصادي في السيطرة علي قطاع غزة.
العدو الإسرائيلي كان يغزي الصراع بين الفصائل الفلسطينية وحركة فتح التي تعتبر الممثل الشرعي الرسمي للشعب الفلسطيني والتي تم الاعتراف بها من العديد من الدول وأعلنت قيام دولة فلسطين من قبل لكن دون إعتراف من الدول الكبري و لا الإحتلال الإسرائيلي . الذي عمل علي إشعال الفتنة بين الفصائل الفلسطينية وأهمها حركة حماس ومنظمة فتح ليظل ملف التحدث وتبني القضية الفلسطينية يتأرجح بينهما، ومن هنا يصعب بناء ووجود دولة فلسطينية في ظل صراع قائم علي السلطة داخليا والتحدث بإسم القضية الفلسطينية ..
المخطط الصهيوني الذي تعمل عليه إسرائيل منذ احتلت أرض فلسطين خلال الأعوام السابقة يقوم علي استراتيجية شيطانية تتمثل في عزل قطاع غزة وفصله عن الضفة الغربية، و أيضا عزل القدس والعدوان المتكرر على المسجد الأقصى، و تقوم بمهاجمة المخيمات والمدن والقرى، و تكثيف الاستيطان، لتفكيك تجمع ووحدة الشعب الفلسطيني و بالتالي تدمير فكرة وجود الدولة الفلسطينية ..
أيضا إسرائيل تعلم بالكنز الموجود في بحر غزة من خير وهبه الله للشعب الفلسطيني يتمثل في وجود كنوز من الغاز الطبيعي تطمع فيه أمريكا و ذراعها القذر في المنطقة . حيث تمتلك فلسطين ثروات وموارد طبيعية بمليارات الدولارات و يعمل الاحتلال علي عدم استفادة الشعب الفلسطيني من خيراته وتأمل إسرائيل الهيمنة على هذه الموارد ومنع استغلالها، مما يحرم الفلسطينيين من عائداتها والانتفاع بها ..
وتقدر احتياطيات النفط والغاز في الأراضي الفلسطينية بنحو 1.5 مليار برميل من الخام و1.4 تريليون قدم مكعب من الوقود الأزرق، حسب ما تم إعلانه في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ( UNCTAD ) وتحرم إسرائيل الفلسطينيين من استغلالها والانتفاع بعائدات خيراته الطبيعية .
أشار المؤتمر أيضا إلي أهمية موقع قطاع غزة، وأهمية العمل علي اكتشافات النفط والغاز الطبيعي في حوض الشام ، البالغة 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، تقدر قيمتها بنحو 453 مليار دولار تسهم في نمو ونهضة الشعب الفلسطيني ، وبحسب القوانين والاتفاقات الدولية ( التي لا يحترمها الإحتلال الفلسطيني ) يحق للفلسطينيين استغلال مواردهم الطبيعية والباطنية ،لكن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة تسبب في عرقلة عمليات البحث بالإضافة لتهديد الشركات التي تتطلع للعمل هناك ..
و من أهم المناطق الغنية بالموارد الطبيعية في غزة هي منطقة حقل “غزة مارين”، الذي يبعد 30 كم من ساحل غزة بين حقلي الغاز العملاقين “لوثيان” و”ظهر”، من حقول الطاقة الهامة في منطقة شرق المتوسط. و به ما يزيد عن تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وتقوم إسرائيل بسرقة الغاز الطبيعي من غزة بطرق إحتيالية وتقوم بتصديره إلى جيرانها، و أوروبا، الأمر الذي يعتبر سببا وراء الدعم الغربي الكبير للعدو الإسرائيلي .
إسرائيل ستظل تحلم بالسيطرة علي غزّة لكي تتمكن من السيطرة علي الثروة الغازية للقطاع وزيادة الاحتياطيات وتحسين خطط تصدير الغاز و تعزيز فرصتها في السيطرة على مصدر الغاز شمال وشرق البحر المتوسط وتأكيد قوّة دورها في صناعة غاز المتوسط و بالتالي تستطيع ان تتحكم في بعض دول المنطقة من جيرانها لضمان امنها ووجودها .. لكن الحقيقة التاريخية المؤكدة أنه لا يوجد إحتلال دام و لأ شعب تم فناؤه و ستنتصر القضية الفلسطينية عما قريب و يستفيد شعبها بخيراته التي وهبها الله لهم .. فلا ظلم يدوم في ظل أجيال تؤمن و تحلم بالتحرر ..
بواسطة أحمد نجم .. نشر في المصري اليوم