ما زالت الطفولة السعيدة حُلمًا بعيد المنال لدى الأطفال الفلسطينيين، فهناك كارثة إنسانية في غزة ومعاناة لا يمكن تصورها، فقد قُتل ما يزيد على 4000 طفل وأصيب عدد لا يحصى من الأطفال بجروح خطيرة، ولا تزال الأعداد في ازدياد، والخوف أن من ينجوا من القصف احتمال موتهم من الجوع وانتشار الأمراض.
في اليوم العالمى للطفل نستعرض الوضع النفسي الذى وصل إليه أطفال غزة بسبب القصف الإسرائيلي عليهم وهدهم أحلام طفولتهم وتبديل رغباتهم واختزالها في الأمان فقط.
التأثير النفسي على أطفال غزة
ووفقًا لما نشره موقع “theguardian” ما تبقى من أطفال غزة يعانون من صدمة شديدة إثر القصف بالإضافة إلى خطر الوفاة والإصابة.
قال فاضل أبو هين، وهو طبيب نفسي في غزة، إن التأثير النفسي للحرب على الأطفال ظهر في شكل أعراض صدمة خطيرة مثل التشنجات، والتبول في الفراش، والخوف، والسلوك العدواني، والعصبية، وعدم ترك والديهم، وعدم وجود أي مكان آمن خلق شعورا عاما بالخوف والرعب بين جميع السكان والأطفال هم الأكثر تضررا، وهؤلاء رد فعلهم مباشرا أعربوا عن مخاوفهم. ولكن هناك أطفال آخرين احتفظوا بالرعب والصدمة بداخلهم، وهذا أخطر.
وتابع: إن انعدام الأمن ومشاعر العجز يجعل الأطفال أكثر قلقًا اضطرابات في النوم، وكوابيس، ورعب ليلي، وسلوك رجعي مثل التشبث بالوالدين، والتبول في الفراش، ويصبحون أكثر قلقًا وفرط النشاط، ورفض النوم بمفردهم، ويريدون طوال الوقت أن يكونوا مع والديهم، ويغمرهم القلق. البعض منهم يكون أكثر عدوانية، ولاحظ أيضًا ارتفاعًا حادًا في الأعراض النفسية الجسدية، مثل ارتفاع درجة الحرارة دون سبب بيولوجي، أو طفح جلدي في الجسم.
وفي تقرير أصدرته منظمة إنقاذ الطفولة العام الماضي حول تأثير 15 عاما من الحصار والصراعات المتكررة على الصحة العقلية للأطفال في غزة إلى أن رفاههم النفسي والاجتماعي “انخفض بشكل كبير إلى مستويات مثيرة للقلق، والأطفال الذين تحدثوا عن الخوف والعصبية والقلق والتوتر والغضب، وذكروا المشاكل العائلية والعنف والموت والكوابيس والفقر والحرب والاحتلال، بما في ذلك الحصار، باعتبارها الأشياء التي لا يحبونها كثيرًا في حياتهم.