تحقيقات وحوارات

سارة نتنياهو وحرب غزة.. قصة خيانة جعلتها الأقوى نفوذا وسيطرة في إسرائيل

برز اسمها بقوة في دوائر صناعة القرار داخل إسرائيل خاصة مع الأزمة الحالية التي يعيشها زوجها بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، جراء الضربة القاسية التي وجهتها له حركة المقاومة الإسلامية حماس وتنفيذ عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضي في الداخل الإسرائيلي، مخترقة بها كل ما يتردد عن شخصية زوجها الأمنية وقدرته على حماية دولة الاحتلال.

تأثيرها أقوى من نتنياهو

سارة شموئيل أرتزي أو المرأة الأقوى نفوذا داخل إسرائيل خلال العقدين الأخيرين بدأ اسمها يتردد لأول مرة عندما كان زوجها مرشحاً لقيادة حزب الليكود واعترف أمام الجميع بأنه خان زوجته سارة، يشار إلى أن “سارة نتنياهو امرأة متسلطة وهي بمثابة الحاكم الفعلي لإسرائيل ولكن من خلف الستار”.

وعلى الرغم من أن سارة نتنياهو كانت تعمل كإخصائية نفسية تربوية، لكن اسمها يرتبط بعدد من القضايا المتعلقة باستغلال المال العام، تلقي الهدايا، وانتهاك حقوق العمال، ومثلت للتحقيق في العديد منها.

وفقاً لــ”the times of israel ” فقد قالت ميراف ليشم جونين، التي كانت ابنتها من بين المحتجزين في غزة، للقناة 12 الإسرائيلية إن سارة زوجة  بنيامين نتنياهو حضرت اجتماعهما مع رئيس الوزراء واغتنمت الفرصة للإشادة بزوجها أمام العائلات.

وتعرضت زوجة رئيس الوزراء لانتقادات بسبب انشغالها بأمور سياسية منذ اندلاع حرب غزة.

وبحسب ما ورد سعت إلى منع دخول رئيس حزب الوحدة الوطنية بيني جانتس إلى الحكومة، خوفًا من أن يُنسب إليه الفضل في “صورة النصر” إذا وعندما يحقق مجلس الوزراء نجاحًا في أهدافه الحربية.

ووفقاً أيضا لــ”The Telegraph” فقد انتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي وزوجته سارة إلى القصر الفاخر الذي يملكه الصديق الملياردير الأمريكي المعفي من الرسوم الجمركية سيمون فاليك، وسط موجة متزايدة من الغضب الشعبي، ويقال إن القصر مجهز بمخبأ نووي عميق.

وأثارت هذه الخطوة غضبا في إسرائيل، ويأتي ذلك في الوقت الذي تراجعت فيه شعبية نتنياهو بشكل كبير منذ الغزو، وقال مصدر أمني مقرب من الوضع إن السيدة سارة نتنياهو تتمتع “بمكانة فريدة في السياسة الإسرائيلية، حيث تعمل كأقرب مستشارة لرئيس الوزراء”، مما يضعها في خط النار المباشر لسلسلة من التحركات السياسية المثيرة للجدل التي شهدت هذا العام مئات الآلاف من الإسرائيليين يتظاهرون ضد رئيس الوزراء وائتلافه اليميني.

أوضح المصدر الأمني، التابع للكيان الصهيونى، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “إن تأثيرها على القرارات السياسية يفوق تأثير أي زوجة رئيس وزراء سابق في تاريخ إسرائيل وحتى على نطاق عالمي، على مر السنين، واجهت عائلة نتنياهو التدقيق بسبب أسلوب حياتهم الباذخ”.

قال بن كاسبيت، مؤلف كتاب “سنوات نتنياهو”: ​​”من المؤكد أن سارة غير مرحب بها في أي من الجنازات أو الجنازات، لقد أدى الخوف من المتظاهرين المحتملين إلى الحد من قدرتها على الظهور في الأماكن العامة، حتى أثناء زياراتها للقواعد العسكرية، حيث يتم نزع سلاح الجنود قبل وصولها”.

يقال أن سارة نتنياهو تتدخل في أمور التعيينات في الوزارات السيادية في إسرائيل، فضلاً عن تدخلها في تعيين رئيس جهاز الموساد، وذلك على مدار 10 سنوات متواصلة هي مدة حكم نتنياهو لإسرائيل، كما أنها  منعت تعيين مسؤولين حكوميين كبار، بوزارة الخارجية، بل ومنعت مناقشة هذه التعيينات بإحدى جلسات 

تسلط وسوء تعامل

ونشرت قناة إسرائيلية في وقت سابق ، ما قاله نير حيفتس، الذي عمل مستشارا لنتنياهو وزوجته بين عامي 2014 – 2017، إن سكرتير الحكومة في حينها، تسفيكا هاوزر، اتصل به، وقال له إن “نتنياهو اتصل به في الصباح الباكر ووبخه، لأنه وضع مناقشة تعيين بينكاس وبازاك على جدول أعمال جلسة الحكومة دون موافقته، وفي خلفية المكالمة كان واضحا صوت سارة نتنياهو، وهي تلقن زوجها تعليماتها حول ذلك”، مضيفاً أن “هاوزر قال له “إنها سارة هي رئيس الوزراء”، وشطب مناقشة تعيين بينكاس وبازاك من جدول أعمال الحكومة”.

وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي وزوجته أمام المحكمة في يناير 2023، للإدلاء بشهادتهما في دعوى تشهير أقامها قريب نتنياهو ومحاميه السابق ديفيد شيمرون، بعد أن تم رفع دعوى ضد ديفيد أرتزي الذي زعم أن شيمرون صاغ اتفاقية سرية بين نتنياهو وزوجته تمنح سارة نتنياهو الكلمة الأخيرة في التعيينات السياسية الرئيسية، ونفى نتنياهو وزوجته وجود مثل هذا الاتفاق السري، ولا ترتبط هذه القضية بمحاكمة الفساد الجارية لرئيس الوزراء.

وأدلت عاملة سابقة في منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بتصريحات  في عام 2019، كشفت عن أن زوجة رئيس الوزراء سارة مضطربة، وقالت إن زوجة نتنياهو كانت تصرخ في وجهها وتمنعها من مغادرة المنزل، ورفعت في وجهها ذات مرة “مكواة ساخنة”، وكانت تتصرف بشكل مختلف في وجود زوجها رئيس الوزراء، وكذلك عندما يكون أحد أولادها قريباً، كانت تخشى أن تصرخ في وجهي أمامهم.

وشددت أن سارة نتنياهو ليست طبيعية من الناحية النفسية، وهذه ليست أول مرة تتهم فيها إحدى العاملات زوجة نتنياهو بإساءة معاملتها، حيث إن كان هناك دعوى قضائية تقدمت بها أيضا شيرا ريفن، العاملة السابقة في منزل رئيس الوزراء، بتهمة التنكيل بها، في قضية باتت تعرف إعلامياً بـ”التشغيل المهين”.

وكشفت صحيفة “هارتس” الإسرائيلية، في عام 2018 -عن أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تقدم بطلب لوزارة المالية لشراء سيارة مصفحة لصالح زوجته سارة نتنياهو تكون خاصة بها في تحركاتها داخل إسرائيل، وعندما تتنزه بها أو تزور بها الأسواق العامة .

وقالت الصحيفة، إن مكتب نتنياهو أوضح في الطلب أن السيارة المصفحة ذات أهمية تتمثل في أنها ضرورة أمنية لحماية زوجة رئيس الوزراء، بينما لم تتحمس الوزارة لطلب نتنياهو لكونها غير ضرورية.

وأوضحت أن قيمة السيارة تبلغ مليون دولار، علاوة على الوقود المستخدم في السيارة، أثار غضب وزارة المالية التي ردت بشكل سلبى، لافتة إلى أنه يتم حماية “سارة” من خلال وحدات خاصة تابعة للجيش الإسرائيلي وليس تابعة لـ”الشاباك”.

وكانت متهمة في وقت سابق بأنها أساءت استخدام أموال الدولة لشراء وجبات طعام، وواجهت سارة نتنياهو اتهامات بإنفاق 99 ألفا و300 دولار على شراء طعام من خارج المنزل، وكانت تدعي كذبا أنه لا يوجد طهاة في مقر رئيس الوزراء، بينما كان هناك طاه متفرغ.

وقبلها اتُهمت سارة أيضا بالاحتيال وخيانة الأمانة، وقال محاميها إن القضية لا تستهدف سارة في المقام الأول، بل هي محاولة للإطاحة بزوجها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذكرت صحيفة جيروساليم بوست الإسرائيلية، أن سارة سيكون لها سجل جنائي بسبب ما اقترفته من انتهاكات.

وعندما قام بنيامين نتنياهو بزيارة إلى أوكرانيا في 2019، قوبل الزوجان بحفاوة لدى وصولهما للمطار، وقفت نسوة يرتدين فساتين مزركشة يحملن صينية عليها قطع من الخبز أو الحلوى صغيرة الحجم، تقدم للزائر ترحيبا به حسب التقاليد.

وقام بنيامين نتنياهو بالتصرف بشكل طبيعي فأخذ قطعة وأكلها، ثم تناول قطعة أخرى وقدمها لسارة التي ألقت بها على الأرض مما اثار غضب الأوكرانيين؛ لأن زوجة رئيس الوزراء لم تحترم التقاليد، مما وضع نتنياهو في موقف لا يحسد عليه، حتى انه قبلها وهي في الطائرة نفسها، حاولت سارة اقتحام قمرة الطائرة لتهدد الطيار لأنه لم يرحب بهما في مكبر الصوت، وقالت الصحافة الإسرائيلية إنها تنصب فخاخاً لزوجها.

 نتنياهو خطأ سياسي

وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية في عام 2008، أنه خلال حرب لبنان عام 2006 سافرت سارة مع زوجها وأنفقت مبلغ كبير من المال على الكماليات التي تخص والتي تم دفعها من قبل المانحين في لندن، وهو ما أثار غضب سارة التي رفعت دعوى تشهير ضد القناة.

وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت في يناير من عام 2010، أنها تنوي رفع دعوى قضائية ضد أسرة نتنياهو وبالخصوص سارة وذلك بسبب قيام هذه الأخيرة بحجب الأجور وفرض ظروف عمل غير عادلة ثم إساءة لفظية لبعض العاملين، رُفعت أيضا دعوى قضائية أخرى في مارس 2014 ضد سارة لكن هذه المرة من قبل حارسها الشخصي السابق وذلك بتهمة “إساءة المعاملة”.

وتم الحكم في فبراير 2016 لصالح المدعي ماني نفتالي الذي ادعى أن سارة نتنياهو قد خلقت بيئة عمل عدائية بالنسبة له كموظف فتم تقديم تعويضات له بلغت 170,000 دولار.

تحت عنوان ” مستقبل نتنياهو السياسي أكثر هشاشة في خضم الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية”، قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية في تحليل لها إن الدعم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الداخل يتراجع وسط تزايد الغضب الشبعى والدعوات لاستقالته.

وبعد الهجوم الذي شنته الفصائل على البلاد في 7 أكتوبر الماضي، يبدو مستقبله السياسي في إسرائيل هشاً بشكل خاص، حتى في خضم حرب جديدة في غزة.

وظهر نتنياهو إلى جانب وزير دفاعه، يوآف جالانت، وبيني جانتس، زعيم المعارضة الذي أصبح الآن عضوًا في حكومة الطوارئ الحربية، في أول مؤتمر صحفي لهما وهو حدث باهت بدا خلاله غير مركز، وتعثر أثناء الإدلاء بكلمته ثم غادر مبكراً بعد أن واجه أسئلة عدائية من المراسلين

وقالت صحيفة هآرتس ذات التوجه اليساري، في مقال لاذع نشرته: “إن أدنى نقطتين على هذا الكوكب هما في إسرائيل: البحر الميت وسلوك بنيامين نتنياهو.. أحدهما معجزة طبيعية، والآخر خطأ سياسي…أجرى أعضاء من حزب الليكود مقابلات مجهولة المصدر، أشاروا فيها إلى أن نتنياهو قد يكون وصل إلى نهاية حبله السياسي.”

وأضافت الصحيفة أن أسر الرهائن تزيد من الضغوط على رئيس الوزراء وتفاقم الغضب الشعبي.

ووفقا لاستطلاع للرأي أجراه معهد الحرية والمسئولية التابع لجامعة رايخمان بعد عشرة أيام من هجوم 7 أكتوبر، 76% من الجمهور الإسرائيلي غير راضين عن أداء الحكومة في أعقاب الهجوم. وقد انخفض الدعم لنتنياهو نفسه، والذي كان يتراجع بالفعل، إلى درجة إجمالية قدرها 3.9 من أصل 10.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى