سطور جريئة عودة الطالب والمدرس للمدرسة أولًا
بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
أتابع كل الإجراءات التى قررها د. رضا حجازى وزرير التربية والتعليم بشأن الاستعداد للعام الدراسى الجديد ومنها متابعة مدى انتظام تواجد المدرسين بمختلف المدارس على مستوى الجمهورية حتى يقوموا بدورهم فى العملية التربوية والعملية التعليمية أيضا، وهو ماافتقدناه طوال السنوات الطويلة الماضية بعد أن هجر المدرسة كل من الطالب والمدرس من أجل الدروس الخصوصية، وتحايل عشرات الآلاف من المدرسين خاصة فى المرحلة الثانوية فى سبيل عدم تواجدهم بالمدرسة والتفرغ للدروس الخصوصية بدءًا من اصباحة ربناب وحتى ساعة متأخرة من الليل بعد التفاهم طبعًا بين المدرس ومدير المدرسة على ذلك بطرق مشروعة وغير مشروعة حتى يستمر هذا المدرس فى تقاضى راتبه من المدرسة كل شهر بدون وجه حق على أنه متواجد بها ـ على غير الحقيقة ـ طوال اليوم الدراسى، أو التحايل من جانب البعض بالحصول على إجازات غير حقيقية مثل رعاية الطفل ورعاية الأسرة وما شابه بعدما يجد نفسه أنه غير محتاج لهذا الراتب من المدرسة الذى سيقيده فى إعطاء دروس خصوصية ستجنى عليه عشرات أضعاف هذا الراتب، وبذلك بدأت المدرسة تفقد دورها الأساسى فى التربية والتنشئة والتوجيه والإرشاد وبناء الشخصية ثم التعليم.
ما قرره وزير التربية والتعليم من ضوابط للمتابعة لضمان تواجد المدرسين بالمدرسة لن يكون تطبيقه سهلًا، وسيواجه مقاومة كبيرة سواء من مديرى المدارس أنفسهم الذين لا يريدون الصدام مع المدرسين أو افتعال معارك معهم، أو مقاومة أشد من المدرسين أنفسهم المضارين من هذا الانضباط الذى لم يتعودوا عليه، أو حتى من لجان المتابعة التى ستقوم بالمرور على المدارس لضمان تواجد هؤلاء المدرسين حتى نهاية اليوم الدراسى بهذه المدراس ـ لكن الحزم فى عملية المتابعة والتنفيذ هو الذى سيأتى بنتيجة جيدة، وهذا يحتاج الشدة والحزم أيضًا من جانب الوزير نفسه، وضرورة إصراره على المتابعة، وأن يتم تكليف لجان متابعة سرية أخرى وصرف مكافآت مجزية لها للتأكد من تنفيذ ما يهدف إليه الوزير فى هذا الشأن ـ وأيضًا لمتابعة مدى التزام الطلاب أنفسهم بالحضور للمدارس، وإنذار من ينقطع منهم عن الدراسة أو يتغيب كثيرًا وإبلاغ أولياء الأمور بذلك ، وتوقيع غرامات مجزية على كل طالب لا يحضر للمدرسة، أما المدرس المتغيب فيتم إحالته للتحقيق الجاد وقد يصل الأمر إلى فصله من المدرسة إذا ثبت أنه حصل على إجازة مضروبة من أجل الدروس الخصوصية، وأن يتم تعيين غيره من طابور الخريجين المتعطلين الذين ينتظرون فرصة العمل بالتربية والتعليم بعد تخرجهم من كليات التربية.
نعم المعركة لن تكون سهلة، والنجاح فيها لن يكون سريعًا، لكن الاستمرارية فى المتابعة والحزم فى التنفيذ سيعيد للمدرسة دورها، وسيعيد الطالب لمدرسته مرة أخرى حتى يستفيد منها بشكل حقيقى تربويًا وتعليميًا مثلما كان يتم فى الماضى البعيد وألا تكون العملية التعليمية محصورة فى كيفية تحصيل درجات فقط من خلال الدروس الخصوصية دون أن يكون هناك تعليم وتنشئة حقيقية، وحتى لا تتحول المدارس إلى مبان خالية على عروشها مثلما هو الواقع الآن خاصة فى المرحلة الثانوية.