سطور جريئة … لا للنقاب بالمدارس
بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
تحية لوزارة التربية والتعليم التى أصدرت منذ عدة أيام وقبل بداية العام ادراسى قرارا واضحا حددت فيه مواصفات الزى المدرسى، وتضمن هذا القرار «حظر ارتداء النقاب فى المدارس، ووفقا لهذا القرار فإن ارتداء غطاء الرأس للطالبات سيكون اختياريا بشرط ألا يحجب الوجه، ولن يعتد بأى نماذج أو رسوم توضيحية تعبر عن غطاء الشعر، بما يخالف ذلك.
مع الالتزام باللون الذى تختاره مديرية التربية والتعليم المختصة..وقد شددت الوزارة على أنه فى حال ارتداء الطالبة للحجاب يجب أن يكون ولى الأمر على علم باختيار ابنته، وأن اختيارها لذلك قد تم بناء على رغبتها دون ضغط أو إجبار من أى شخص أو جهة غير ولى الأمر..
وأنا شخصيا أؤكد أن ماقررته وزارة التربية والتعليم يتفق تماما مع رأى الأزهر الشريف فى أن « النّقاب لا علاقة له بالدين الإسلامى، وأنه دخيل على الثقافة المصرية» وأن ارتداءه «مجرّد عادة جاهلية موروثة قبل الإسلام.».
ومن رأيى أيضا أن هذا النقاب الذى يتشدق به المتشددون والمتزمتون فى الدين يترتّب عليه عزلة اجتماعية لجميع المنتقبات ويشكل «جدارا عازلا بينهن وبين محيطهن الاجتماعي» ويجسد نظرة سلبية لغير المنقبات «لا تمت إلى الدين بصلة»، بأنّهن «مخطئات وآثمات ويجب معاقبتهن .. ولهذا فإننى أؤكد أن إرغام فتيات فى عمر الزهور وفى مراحل الطفولة بمثابة اغتيال لطفولتهن البريئة، وليس من المنطقى أن نسمح لطفلة تدخل المدرسة وهى منتقبة ولا أحد يعلم من هى.
وليس من المنطق أوالعقل أن أغرس فى نفس هذه الطفلة دون أى مبرر بأن كل من حولها من الأطفال وحوش وذئاب، وليس من المنطق أن أسمح لمعلمة متخصصة فى تربية وتنشئة الأجيال أن تقف أمامهن فى شكل « خيمة « سوداء متحركة لا أحد يعرف من هى، ولا تطبق هى نفسها أساسيات التواصل ووسائل التعليم والتعلم التى تعلمته بالجامعة ، ولو سألناها لماذا ترتدى النقاب وهى وسط الجميع وفى مكان علم محترم وبين صحبة آمنة فى المدرسة أو الجامعة لن تستطيع الإجابة.
كما أن ارتداء المرأة النقاب بهذه الصورة وسط كل المؤسسات التعليمية هو قمة الإهانة لها وقمة التحقير من شأنها لأننا نحولها إلى مجرد شهوة جنسية لذئاب حولها ولاأعرف مسبباتها، خاصة عندما تكون فى مدرسة أو جامعة أو بين تلاميذها وطلابها، وكأن هذا النقاب هو الحامى لها من الذئاب البشرية التى معها فى المدرسة أو الجامعة !! أى منطق هذا.
تحية إلى وزارة التربية والتعليم التى أغلقت هذا الباب ضد هذا الفكر الداعشى المتطرف الذى يحاول أن يغزو مدارسنا خاصة بعدما تابعنا فى العام الماضى بإحدى المدارس الاعدادية بمحافظة الدقهلية عندما تمكن أحد هؤلاء الدواعش أن يفرض على طلاب مدرسة معينة زيا إيرانيا مقدما إياه على سبيل التبرع ومخالفا بذلك هو والقائمون على هذه المدرسة التعليمات المشددة فى هذا الشأن بشأن مواصفات الزى المدرسى الذى تحدد أساسياته مديرية التربية والتعليم بكل محافظة.
نحن نريد تربية وتنشئة أولادنا على الفكر المعتدل فى كل شيئ حتى فى الزى، ولانريد أن نغتال طفولة وبراءة أولادنا عندما نفرض عليهن نقابا لا يعرفن سبب ارتدائهن له، ولايجب أن نقدم ديننا الحنيف للكافة بهذا الشكل المتذمت الذى لايمت للإسلام بصلة، ولذلك أقول تحية لوزارة التربية والتعليم ولكل فكرمعتدل.
[email protected]